تماسيح وضباع وثعالب..كويتي يوثق مشاهد مهيبة للهجرة العظيمة في كينيا

سياحة
نشر
"تموت تحت حوافر أصدقائها".. كويتي يوثق مشاهد مهيبة خلال هجرة الحيوانات العظيمة بكينيا

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في كل عام بين يونيو/حزيران وديسمبر/كانون الأول، تأخذ واحدة من أضخم وأطول أنواع الهجرة في مملكة الحيوانات بالعالم محلّها في شرق أفريقيا (شاهد مقطع الفيديو أعلاه).

وخلالها، يتحرّك أكثر من مليونين من حيوانات النو، والحمير الوحشية، والغزلان، وغيرها من الكائنات عبر نهر "سيرينجيتي" إلى محمية "ماساي مارا" في كينيا، بحثًا عن مراعي أكثر خضرة.

محط أنظار مصوري الحياة البرية

ويجذب هذا الحدث العديد من الأشخاص على نحوٍ سنوي، ومنهم المصور الكويتي، ماجد سلطان الزعابي، والذي أشار في مقابلة مع موقع CNN بالعربية إلى أنّ الأشخاص "ينفقون الكثير من المال للوصول إلى هذه المناطق البعيدة لتوثيق هذه اللحظات".

وتُعد الهجرة العظيمة محط أنظار مصوري الحياة البريّة لما تتمتّع به من تنوع كبير. وتكثر الحيوانات المفترسة التي تنتظر فرائسها من الحيوانات المهاجرة، مثل التماسيح الضارية في النهر.

ولا تختفي المخاطر بمجرّد نجاح الحيوانات في العبور، إذ تكون الأسود والفهود بانتظارها على النّاحية المقابلة للنهر.

وعندما ينتهي دورها، تأتي بقيّة الحيوانات لالتقاط نصيبها من الجثث المتروكة، مثل الضباع، ثم الثعالب، وبنات آوى، والنسور، والغربان الجائعة، وحتّى الحشرات في "سلسلة بديعة لدائرة الحياة"، وفقًا لتعبير الزعابي.

وتوجّه المصور لتوثيق الهجرة العظيمة في محمية "ماساي مارا" الطبيعية بكينيا، لأوّل مرّة في عام 2010.

ما بين النجاة والوقوع ضحية الافتراس 

وعادة ما تتسم المحمية في كينيا بازدحامها الكبير في هذه الفترة، مع تجاوز عدد عربات السفاري في الموقع الـ100 مركبة.

ويترقّب الأشخاص المشهد "العظيم، والمثير، والمخيف، حيث لا تنتهي اللحظات إلا بالنّجاة، أو الوقوع، أو الافتراس".

وخلال الرحلة التي تستمر لأسبوع عادةً، يزور المصورون نقاط العبور التي تتكدّس فيها حيوانات النو، والحمير الوحشية استعدادًا للعبور.

وعند حديثه عن هذه اللحظات الحاسمة، قال المصور: "قد تستغرق عملية اتخاذ قرار العبور ساعات أو أيام، إلى أن تتجرّأ إحدى الجواميس على البدء بذلك، وتنساق بقية القطعان خلفها بشكلٍ جنوني، ويُثار الغبار وكأنّها معركة بينها وبين التماسيح".

وأكّد المصور: "نكاد لا نرى ما حولنا أحيانًا بسبب كثافة الغبار".

ورُغم انعدام الرؤية لدرجة معيّنة، إلا أنه لا يزال يمكن سماع أصوات حيوانات النو التي تنفق غالبيتها بسبب التّدافع، إذ أوضح المصور أنّها "تدوس على بعضها البعض، حتّى تنفق تحت الحوافر، وتُصبح وجبة سهلة للمفترسات حولها في مشهدٍ رهيب".