عمان، الأردن (CNN) -- تحترف الأردنية هيام أبو قديري من مدينة الكرك ، حياكة الثوب الشعبي لمدينتها المعروف بـ"المدرقة"، وتسعى من خلال المعارض والبازارات الشعبية لتسويقه بتصاميمه التقليدية والحديثة.
وفي سوق "جارة القلعة" الجديد الذي افتُتح الجمعة بجوار قلعة الكرك الأثرية، شاركت أبو قديري ضمن مبادرة مجتمعية وحكومية مشتركة لإعادة إحياء وسط المدينة التاريخي.
تشرح أبو قديري عن مميزات "المدرقة" الكركية بمختلف تصاميمها ، سواء المطرزة بالغرزة الملونة الفلاحية، أو المقصبّة بالخرز، والمدة التي تستغرقها في العمل التي قد تصل إلى أشهر طويلة، مبينة أن بعض التصاميم أدخلت فيها بعض التحديثات، مع الحفاظ على هويّة التصميم خاصة الثوب "المردّن" أي المرفق بقطعة بديلة عن الأكمام ( أردان) مع ارتداء قميص تحت الثوب.
وعن هجرة أهل وسط مدينة الكرك إلى مناطق أخرى داخل المحافظة، تُوضح أبو قديري أن هؤلاء "هجروها منذ عام 2021، وأصبح المركز الرئيسي في المنشية والثّنية، وانتشرت المولات"، لافتة إلى أن "الناس تركت وسط المدينة..يجب أن نعود إلى مركزنا الرئيسي ونعيد إحياء التراث".
وافتُتح سوق "جارة القلعة" بمبادرة محليّة من مركز قلعة الكرك ووزارتي السياحة والثقافة، ضمن مساعي لإعادة النشاط الاجتماعي والتجاري للمحيط التراثي، وتعزيز المسارات السياحية للمنطقة حيث تم إدراج السوق أيضا ضمن رحلات برنامج السياحة الوطني"أردنا جنة" لوزارة السياحة وبسعر رمزي ( نحو 14 دولارًا للرحلة)، لخلق فرص تسويقية لمنتجات يدوية من تراث المدينة (شاهد الفيديو أعلاه)
وتقول مديرة مركز قلعة الكرك، إسراء محادين لموقع CNN بالعربية، إن نحو 70 من نساء المنطقة، والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنتجي الحرف اليدوية، يشاركون في السوق، بهدف تنشيط تسويق منتجاتهم التراثية، موضحة أن الهدف من إقامة السوق في وسط مدينة الكرك، ناتج عن سبب تعرضها لسلسلة من الأحداث التي حدّت من الحركة السياحية والاجتماعية داخل القصبة أو ما يُعرف بالكرك القديمة.
ويشتمل السوق على عرض منتجات محلية تراثية من الكرك، كمنتجات الجميد الكركي، والحلي التقليدية، والشماغات، والتحف، والمشغولات اليدوية، ويمكن للزائر القيام بجولة في القلعة الأثرية، وزيارة عدة مواقع مجاورة، حيث تضم الكرك نحو 250 موقعا أثريا إسلاميًا ومسيحيًا، بحسب بيانات بلدية الكرك الكبرى.
ويتوسط ساحة السوق المعروفة بـ"ساحة السرايا أو ساحة الشهداء" المجاورة للقلعة، نصب صلاح الدين الأيوبي الذي تم ترميمه و نقله من موقعه في وسط المدينة التجاري إلى الساحة.
ورأى مشاركون في السوق أن الحاجة باتت ضرورية لإعادة ترميم البيوت المهجورة، والاستثمار فيها، وتحويلها إلى بيوت ضيافة، وكذلك إعادة الاستثمار بالمحلات التجارية المغلقة، وتعزيز خدمات السياحة مثل الخدمات الفندقية.
من جهتها، اعتبرت صاحبة مشروع "لبن وخبزة" سوسن كفاوين أن السوق قد يكون فرصة لإعادة جذب السياح العرب والأجانب للمنتج المحلّي.