عمّان، الأردن (CNN) -- لا تكفي زيارة عابرة إلى "دارة سعاد" جنوبي العاصمة الأردنية عمّان، لمشاهدة وتأمل مقتنيات المرأة التسعينية سعاد البشارات، التي حرصت منذ بدايات وعيها المبكّر عقب تأسيس إمارة شرق الأردن، على حفظ الأغراض الشخصية، والكتب، والوثائق التاريخية، والأثاث، والصور لكل فرد من أفرادها، حتى قررت بمساعدة ابنتها لانا خلال جائحة كورونا، على تنظيمها وعرضها في متحف خاص يحمل اسمها.
يوثّق المتحف المفتوح للزوار بمواعيد مسبقة، سيرة البشارات التي تناهز التسعين عاما، وسيرة عائلتها وأجدادها بكل محطاتها، في بيرزيت، ورام الله، والسلط، وعمّان .
يضم المتحف مقتنيات عائلية وشخصية فريدة من حليّ، ومجوهرات، ومراسلات، وبرقيات، وكتب، وقطع أثاث، وكذلك ملابس يعود بعضها إلى عام 1900، كما تعرض البشارات مراسلات خاصة وقديمة، منها وثيقة منح والدها بشارة البشارات لقب "باشا"، بتوقيع الملك عبدالله الأول عندما كان أميرا لشرق الأردن، وساعات قديمة، ورخصة قيادة خاصة له يعود تاريخها إلى عام 1928، وغيرها من المقتنيات.
قالت البشارات في مقابلة مع موقع CNN بالعربية أنها بدأت تحتفظ بمقتنيات العائلة مبكّرا، لوالدها، وأعمامها، ونساء العائلة، وزوجها المتوفّي جمال راجي البشارات، وبعض من مقتنيات والدته، مثل "خزانة عرسها المصدفّة"، وأواني "معمودية زوجها" المصنوعة من الخزف، ودلال القهوة العربية ذاتها، التي كانت تتوسط غرفة الاستقبال في منزل العائلة منذ عقود.
كما تحتفظ البشارات، بإكليل يوم زفافها، وبطاقة الدعوة، والعشرات من قطع الحليّ لها ولنساء العائلة مع صور من مناسبات عديدة.
من جهتها أوضحت لانا البشارات أن "المتحف يضم شجرة عائلة البشارات وفيها الأقرباء والأنساب منذ عام 1790"، وقالت: "والدتي طلبت ذلك لتوثيق الترابط العائلي".
وتقع دارة "سعاد" في منطقة أم "الكندم" أو "أم القمح" على امتداد شارع المطار في عمّان، وهي القرية التي قطنت فيها عائلة البشارات قديما، وشُيد فيها بعام 1860 بيت العائلة القائم حتى اليوم، فيما تم تشييد المتحف حديثا في محيط المنزل القديم.