أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قد يبدو الأمر اعتياديا لدى توقيف طفل ثري، وهو يقود سيارة لامبورغيني في شوارع مدينة "ميامي" الأمريكية، بشبهة القيادة بتهور تحت تأثير الكحول، لكن عندما يحدث ذلك مع المغني الشاب، جستن بيبر، فإنه يحتل عناوين الصحف، فالنجم الشاب هو آخر المشاهير من صغار السن الذين يقعون في متاعب مع الشرطة وبجانب "تشويه" صورته العامة.
وسبق وأن تورط الكثير من النجوم المراهقين، ممن يزيد عدد ملايينهم عن عدد سنوات عمرهم، في مشاكل قضائية وأمنية، ما استدعى إدخالهم مصحات لإعادة التأهيل ، منهم على سبيل الذكر لا الحصر، الممثلة ليندسي لوهان، وكريس براون بجانب آماندا باينس، وشرحت الإخصائية النفسية، شيري كامبيل، مؤلفة كتاب "عشق الذات: اتقن كيف تكون شخصية نفسك" طبيعة ما يتعرض النجوم له بالقول: "هؤلاء الصغار يفتقدون هوياتهم ويفتقدون من ينصحهم بصدق.. يمتلكون كل هذه الأموال ويتوقفون عن الشعور بالذات، لذلك يتصرفون على هذا النحو حتى الوقوع في متاعب وربما خسارة كل شيء لأجل الإحساس بقيمة ما لديهم."
وأشارت كامبيل إلى ضغوط يتعرض لها النجوم حتى تتماشى سلوكياتهم وتصرفاتهم مع توقعات معجيهم، مضيفة: "أعتقد أن هؤلاء النجوم يعيشون وفق تصوراتهم الشخصية لأنفسهم، لدرجة يتحول فيها البعض إلى أسير ذاته."
وتتوفر كل تلك المقومات في المغني الكندي، فقد بلغت عائدات بيبر، 19 عاما، حتى يونيو/حزيران الفائت، 58 مليون دولار، بحسب "فوربس" وامتلك سجلا ناصع البياض منذ بزوغ نجمه في 2008، إلى أن أطلق العنان لجموحه العام الماضي، ومن الشبهات التي طالته منها مزاعم تبوله في العلن وزيارة بيت دعارة في البرازيل إلى "مهاجمته" منزل جاره بالبيض، لتتصدر تصرفاته المشاكسة والجامحة عناوين الأخبار والصحف "الصفراء" العام الفائت.
وشرح المغني آشر ريموند، الذي تبنى بيبر فنيا، تجربته مع النجومية والأضواء في سن المراهقة: "النجاح ترافقه مسؤوليات ضخمة.. الترعرع في خضمه، وللأسف إخضاع شخصيتهم للتحليل تحت الأضواء وأمام العالم فيما هم يكبرون.. أعتقد أن هذا يساعدهم على رؤية الحقيقة.. ويُمكنهم من تقييم الذات بالنظر إلى الحقيقة التي يبدون عليها."
وبدوره قال داني بونادوس، الذي لمع نجمه في الطفولة وتورط في مشاكل مع القانون بجانب معاناته مع الإدمان، حول اعتقال بيبر مؤخرا: "هذا أفضل ما قد يحدث له.. من تجربتي الشخصية أعتقد أن هذا قد ينقذ حياته."
ويشار إلى أن العديد من النجوم الشباب مروا بتجارب مماثلة ساعدت في صقل شخصياتهم، منهم برتني سبيرز، التي تحولت من "أميرة البوب" إلى أم تخضع للتحقيقات عندما عرض فيديو لها وهي تضع رضيعها شون في حجرها وهي تقود سيارتها عام 2006، ولم توجه أي اتهامات إلى سبيرز في هذه الحادثة، تلتها سلسلة من التصرفات الرعناء منهما حلاقة شعرها وتعيين والدها كوصي على ثروتها، قبل أن تتحول إلى نجمة "متزنة" عضو في لجنة التحكيم ببرنامج "اكس فاكتور.
ومن النجوم من فشلوا في "تصحيح" مسارهم" ليندسي لوهان، التي لم تقدم الجديد في مجال الأفلام، بجانب المغني الشاب كريس براون، الذي فشل تماما في استعادة صورته منذ حادثة الاعتداء على صديقته السابقة، المغنية ريانا، في 2009، واعتقل في واشنطن بشبهة لكم رجل بأكتوبر/تشرين الأول الفائت، ثم طرده من مركز تأهيل بسبب "التصرف بعنف."
والآن ينضم بيبر إلى جوقة نجوم هوليود من الشباب الأثرياء المشاكسين، بانتظار ما قد يسفر عن مشاكله الأخيرة، خاصة وأن ردة فعله لدى سؤاله بشأن من ينتقدون سلوكياته كان عنيفا "لايعنيني الأمر مطلقا.. فأنا لا أعير اهتماما لرعونتي وأفعل ما يحلو لي.. لا أهتم مطلقا بما يقولون."