هل يستهدف الأمريكيون مواطنيهم بالطائرات بدون طيار؟

العالم
نشر
6 دقائق قراءة
هل يستهدف الأمريكيون مواطنيهم بالطائرات بدون طيار؟
قاعدة بحرية أمريكية تطلق طائرة بدون طيارCredit: Mass Communication Specialist 2nd Class Timothy Walter/U.S. Navy

هذا المقال يعبر عن رأي بيتر بيرغين، محلل الأوضاع الأمنية الدولية لـ CNN، ويعمل مدير مؤسسة NE America، ومؤلف كتاب "Manhunt: The Ten-Year Search for bin Laden -- From 9/11 to Abbottabad"، ولا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- إن الرئيس باراك أوباما، هو أول رئيس أمريكي عرف عنه السماح باغتيال مواطن أمريكي.

ولد أنور العولقي في مدينة نيومكسيكو الأمريكية عام 1971، وقتل في هجمة بطائرة أمريكية دون طيار باليمن في 30 سبتمبر/أيلول عام 2011، ، كما قتل معه خلال العملية ذاتها مواطن أمريكي آخر، سمير خان، الذي عاش في مجينة نيويورك وفي ولاية كارولاينا الشمالية.

لعب العولقي دوراً في عمليات متعلقة بمجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن، وهي مجموعة القاعدة في شبه الجزيرة العربية، من هذه العمليات كانت مهمة "مفجر الملابس الداخلية" المعروف باسم عمر فاروق عبد المطلب، الذي خطط لتفجير طائرة خلال تحليقها في أمريكا.

إذ كان عبد المطلب ينوي تفجير الطائرة التي حملت الرحلة 253 خلال تحليقها فوق مدينة ديترويت في عيد الميلاد عام 2009، ولكن لحسن الحظ، فإن القنبلة التي وضعت داخل ملابسه الداخلية لم تنجح بدورها.

دور خان كان تفاعلياً بشكل أكبر في مجموعة القاعدة بشبه الجزيرة العربية، إذ كان يعمل في تحرير المجلة المخصصة لها عبر الإنترنت، التي أسموها بـ "Inspire" (أي الوحي) والتي قامت بإيجاد الوحي للعديد من الإرهابيين، من بينهم الشقيقان اللذين كانا مسؤولين عن تفجيرات ماراثون بوسطن، العام الماضي.

لكن قتل أمريكيين على يد طائرة بدون طيار أمريكية دون إخضاعهما للمحاكمة أدت إلى إحداث جدل موسع في كل من الحزبين اليميني واليساري.

ومنذ ذلك توسع النقاش العلني لبرنامج الطائرات الآلية السري، من قبل مسؤولي البيت الأبيض، من بينهم الرئيس أوباما، ومن الجلسات العامة التي تعقد في الكونغرس، لكن يبقى السؤال: هل سيكون العولقي وخان آخر الأمريكيين ليقتلوا بهجمات من طائرات أمريكية؟ --بيتر بيرغين

في الوقت الذي صرح فيه مسؤول أمريكية لـ CNN بأن صانعي القرار في الولايات المتحدة يناقشون قتل أمريكي آخر منتم للقاعدة ويخطط لتنفيذ هجمات ضد الولايات المتحدة، كانت الأسوشييتد برس أول من نقل هذا التطور في القضية، لكن الوكالة متكتمة حول هوية الشخص المستهدف.

هنالك توقعات غير مؤكدة حول هوية الشخص المتوقع استهدافه لاحقاً، إذ يوجد عدد قليل من المواطنين الأمريكيين أو اللذين يملكون تأشيرة إقامة دائمة، ويلعبون في الوقت ذاته أدواراً أساسية في تنظيم القاعدة بيومنا هذا.

منهم آدم غادان الذي تناقلت اسمه وسائل الإعلام واكتسب شهرة عام 2006 بكونه أول أمريكي يتهم بالخيانة لبلاده منذ خمسين عاماً، ولد في ولاية كاليفورنيا، وكان مسؤولاً على مر العقد الماضي عن دور ترويجي لاسم تنظيم القاعدة.

ولكن لا توجد معلومات عامة حتى هذه اللحظة بانخراط غادان بأي من عمليات تنظيم القاعدة، لذا فإنه من غير المرجح أن تتضمن "قائمة القتل" اسمه، إلا في حال تغير دور غادان من الدور الترويجي للهجومي.

ووفقاً لأحد مسؤولي الإدارة الأمريكية، فإن وضع غادان على القائمة ليس ضمن النقاش علي الأهمية الدائر حول من ستتم إضافته.

في رسالة للجنة القانونية بمجلس النواب الأمريكي في مايو/أيار عام 2013، قدم النائب العام إيريك هولد أساساً منطقياً قانونياً لتحديد صلاحية قرار قتل أمريكي بهجوم بطائرات دون طيار.

إذ قال هولد في رسالته إنه ووفقاً لأحكام صادرة  من محكمة العدل العليا خلال الحرب العالمية الثانية، فإن الجنسية الأمريكية لا تجعل من الشخص "منيعاً ليتم استهدافه"، بالإضافة إلى أنه يمكن قتل مواطن أمريكي في حال شكل تهديداً وشيكاَ لهجوم عنيف ضد الولايات المتحدة، وفي مكان يصعب فيه القبض عليه.

وأضاف هولد برسالته إن العولقي "وافق هذه الشروط جميعها"، لكونه قد عمل على تدريب مفجر الملابس الداخلية على تفجير طائرة أمريكية "خلال تحليقها في الأجواء الأمريكية"، بالإضافة إلى أن العولقي قتل في منطقة بعيدة باليمن، والتي حددتها إدارة أوباما بكونها منطقة صعبة لإجراء عملية ميدانية.

هنالك نوع من السخرية المدفونة وراء الأساس المنطقي القانوني الذي ابتعه هولدر، إذ راقب مكتب التحقيقات الفدرالية الرسائل الغلكترونية الخاصة بالعولقي على مدى أعوام قبل قتله، ولتتمكن من متابعة رسائله لجأ المكتب إلى قرار من المحكمة.

لكن القرار المتعلق باستهداف العولقي لقتله لم يتم بأي قرار قانوني على الإطلاق، وهي سخرية وصفتها المستشارة العامة السابقة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، فيكي ديفول بقولها قبل عام على قتله : "إن حق العولقي في الخصوصية أهم من حقه في الحياة-- فيكي ديفول."

كما أن خان قتل خلال الهجوم ذاته الذي استهدف العولقي، في وضع أشار أحد المسؤولين الأمريكيين بأنه كان غير مقصوداً بالعملية، وأن مقتله وقع نتيجة لركوبه بالسيارة ذاتها مع العولقي عند وقوع الهجوم، وللتلخيص فإن دور خان التحريري لمجلة Inspire لم يكن كافياً ليوضع على قائمة القتل.

ولكن عندما يتعلق الأمر باستهداف أمريكي لقتله، سيعود القرا للمسؤولين الأمريكيين لتحديد مدى خطورة هذا الشخص بدوره في تنظيم القاعدة، ولكن بالنسبة للشعب الأمريكي فإنهم يرون أن القرار بقتل واحد منهم يجب أن يكون مبنياً على أساس قضائي.