بانكوك، تايلند(CNN)-- نفت رئيسة الوزراء التالندية يانغلوك شيناواترا اتهامها بعدم الالتفات إلى التحذيرات بشأن الفساد المحتمل في برنامج معونة الأرز، والتي أدت تطوراتها إلى هياج المزارعين في طول البلاد وعرضها. وهو مشروع مثير للجدل وأدى إلى تعميق الأزمة السياسية التي تمر بها تايلند منذ شهور.
وقالت اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد، الثلاثاء، بأنها أعدت تهما ضد يانغلوك تتعلق بالبرنامج، الذي يتعهد بدفع سعر للمزارعين في محصول الأرز أعلى من سعر السوق، ولكن البرنامج أدى إلى أزمة مالية، ودعت اللجنة رئيسة الوزراء، التي تتعرض حكومتها إلى ضغط شديد جراء الأزمة السياسية، إلى المثول أمامها في 27 فبراير/ شباط الجاري، لتبليغها بهذه الاتهامات.
وقالت رئيسة الوزراء في بيان الخميس"أود التأكيد لكم بأنني قمت بعملي وواجبي بالطريقة المثلى، وخلافا للتهم التي وجهت لي من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد، ولم أفعل أي أمر خاطئ."
وتقود الاتهامات التي وجهتها اللجنة إلى رئيسة الوزراء في حال ثبوتها، إلى تجريدها من جميع مناصبها السياسية، وأكدت بانغلوك أنها "ربما تتهم في هذه الجرائم ، وربما يتم عزلي من موقعي بناء على تمنيات أولئك الذين يريدون اسقاط حكومتي، ولكنني سأواصل التعاون بإعطاء المعلومات الضرورية للجنة الوطنية لمكافحة الفساد."
وتصر رئيسة الوزراء على أن برنامج دعم مزارعي الأرز الذي أطلقته عام 2011، كان ناجحا، وحقق فوائد للمزارعين، ولكن منتقدوها يقولون بأنها أضاعت مبالغ طائلة من أموال الشعب، من أجل إرضاء الناخبين في الأرياف، والحقت الأذى بالصادرات، وحملت الحكومة مسؤولية كميات هائلة من مخزون الأرز الذي لا يمكن أن تبيعه دون خسارة.
وقد واجه البرنامج أزمة حادة بعد الانتخابات التي أجريت في وقت سابق من شهر فبراير/ شباط الحالي، وأدى إلى مظاهرات من جانب المعارضة دون الوصول إلى حلول حاسمة، وأدى هذا الوضع إلى إضعاف حكومة يانغلوك التي تكافح من أجل التأكيد على دفع أموال المزارعين التي تعهد بها البرنامج.
هذه المشاكل أغضبت المزارعين الذين يشكلون القعدة الانتخابية لرئيسة الوزراء، وتظاهرت مجموعة منهم خلال الأسابيع الماضية، بعد التأخر في دفع ثمن الأرز من قبل الحكومة، وقضى 3000 مزارع من وسط تايلند ليل الخميس في اعتصام في ضواحي بانكوك التي وصلوها في مسيرة بالجرارات الزراعية، والمقطورات والدراجات.
وهدد المزارعون بنقل احتجاجهم إلى المطار الرئيسي في بانكوك، إذا لم تدفع لهم المبالغ التي وعدوا بها.
ولكن قائد مجموعة المزارعين، تشادا ثايسيث، قال الجمعة، بأنهم سيتوجهون إلى بيوتهم بعد أن أبلغتهم الحكومة بأنها ستدفع أموالهم في مطلع الأسبوع المقبل.
ويقول المزارعون إنه لا أهداف سياسية وراء احتجاجهم، كما هو حال مناهضي الحكومة الذين يتظاهرون في وسط العاصمة بانكوك، وقالوا إنهم لا يرغبون بإسقاط حكومة يانغلوك، ولكنهم يريدون نقودهم.
وجاءت أزمة الأرز على خلفية احتجاجات من قبل معارضين للحكومة، يطالبون بإسقاطها، وتحولت الاحتجاجات التي بدأت منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى أعمال عنف دموية، وحاولت الشرطة في مطلع الاسبوع إخلاء الأماكن التي يسيطر عليها المتظاهرون، ولكن النتيجة كانت اندلاع عنف خلف 5 قتلى أحدهم ضابط شرطة، إضافة إلى عشرات الجرحى، وقد أوقفت قوات الأمن محاولاتها لإخلاء مواقع الاعتصام إلى إشعار آخر.