كييف، أوكرانيا (CNN)-- تنذر الأزمة الأوكرانية بمزيد من التصعيد، مع اقتراب موعد استفتاء قرره برلمان شبه جزيرة القرم، للانفصال عن الجمهورية السوفيتية السابقة والانضمام إلى الاتحاد الروسي، في ظل تحركات عسكرية متزايدة، تزامناً مع تفاقم الأزمة.
وفي أعقاب الاحتجاجات والمصادمات الدامية، التي دفعت الرئيس فيكتور يانكوفيتش، الموالي لموسكو، إلى مغادرة كييف، قامت روسيا بإرسال الآلاف من جنودها إلى إقليم القرم، ذي الغالبية السكانية من ذوي الأصول الروسية، والذي يُعد أكبر معاقل أنصار الرئيس "المعزول."
وأكد مسؤول عسكري رفيع في قيادة قوات حرس الحدود الأوكرانية، الجنرال مايهايلو كوفال، في تصريحات له الجمعة، أن عدد القوات الروسية التي توجد في شبه الجزيرة القرم، بلغ ما يقرب من 30 ألف جندي مسؤول عسكري أوكراني، مع اقتراب موعد الاستفتاء المقرر إجراؤه في 16 مارس/ آذار الجاري.
وفي أعقاب إطاحة المعارضة الأوكرانية بالرئيس يانكوفيتش، في 23 فبراير/ شباط الماضي، بدأت موسكو عدة تحركات عسكرية، شملت تدريبات عسكرية قرب الحدود الأوكرانية، شارك فيها ما يقرب من سدس قوات الجيش الروسي، بالإضافة إلى إجراء عدة تجارب صاروخية.
وبحسب ما نقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء عن مسؤولين في الجيش الروسي، فقد شارك في تلك التدريبات، التي أجرتها قوات المنطقتين الغربية والمركزية العسكريتين، والتي استمرت حتى الثالث من الشهر الجاري، حوالي 90 طائرة، و120 مروحية، و880 دبابة، و80 قطعة بحرية.
تزامنت التدريبات العسكرية مع قرار للبرلمان الروسي، في الأول من مارس/ آذار الجاري، بالسماح للرئيس فلاديمير بوتين، بـ"استخدام القوات المسلحة في الدفاع عن الرعايا الروس في أوكرانيا"، مما أثار قلقاً لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، من "غزو روسي محتمل" لأوكرانيا.
إلا أن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، نفى وجود أي صلة للمناورات التي جرت في مناطق تتاخم دولاً أخرى، بينها أوكرانيا، بالأحداث التي تشهدها الجمهورية السوفيتية السابقة، مشدداً على أن الهدف منها هو "التأكد من جاهزية الجيش الروسي القتالية."
وعلى مدار الأسبوع المنصرم، أجرت روسيا عدة تجارب صاروخية، من بينها صاروخ بالستي بعيد المدى، من طراز "آر إس -12 إم توبول"، وهو "صاروخ قادر على حمل رؤوس مدمرة إلى القارات البعيدة"، ويتميز بقدرته على "اختراق الدفاعات الجوية"، بحسب موسكو.
ولم تقتصر التحركات العسكرية التي تتزامن مع تصاعد الأزمة في أوكرانيا، على القوات الروسية، بل شملت أيضاً تحركات للجيش الأمريكي، تمثلت في إرسال مدمرة مزودة بصواريخ موجهة من نوع "توماهوك"، إلى البحر الأسود، بالقرب من الحدود الروسية.
وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن المدمرة "تراكستون"، التي عبرت مضيق "البوسفور" الجمعة، في طريقها إلى البحر الأسود، سوف تشارك في تدريبات "روتينية" مشتركة مع وحدات بحرية بلغارية ورومانية، مقررة قبل وقت طويل من اندلاع الأزمة الأوكرانية. مصادر بالبنتاغون
وفي وقت سابق الخميس، نقلت وكالة "نوفوستي" للأنباء عن وزير الدفاع الليتواني، يوزاس أوليكاس، أن الولايات المتحدة قررت إرسال ست مقاتلات إضافية من طراز "إف – 15"، لتعزيز مهمة مراقبة المجال الجوي لدول البلطيق، التي تتولاها واشنطن حالياً، في إطار حلف شمال الأطلسي.
ووسط التحركات العسكرية المتبادلة، نقلت الوكالة الروسية عن مسؤولين في موسكو قولهم إنه "يبدو واضحاً أن الولايات المتحدة وغيرها من دول حلف شمال الأطلسي، لا تعتزم الدخول في حرب مع روسيا" مصادر روسية، من أجل من أسمتهم "قادة الميدان" الأوكراني، في إشارة إلى الحكومة الحالية في كييف.