يشار إلى أن هذا المقال يعبر عن رأي أندرو كوشينز رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية بواشنطن ولا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)—في الوقت الذي تستمر فيه حدة التصعيدات في الأزمة الأوكرانية وحالة الشد والرخي بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، يظهر التساؤل حول ما إذا كان أوباما أضعف من بوتين؟
في 28 فبراير/ شباط حذر باراك أوباما روسيا من اتخاذ خطوات عسكرية في شبه جزيرة القرم، وأنه إذا قام بذلك فإن "تكاليف" هذه الخطوة ستكون باهظة، وبعد أسابيع قليلة ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، ولم تكن هناك تكاليف باهظة باستثناء العقوبات الأمريكية.
الآن أوباما وحلفائنا الأوروبيين تنازلوا عن القرم، ولكن أوباما مجددا يحذر بوتين بأنه وبالفعل يقصد ما يقول هذه المرة: إذا قمت بالتدخل العسكري بأوكرانيا خارج القرم فإنك ستندم.
بناء على إصرار أوباما على اتخاذ خطوات ممنهجة، وتصريحاته والمسؤولين بإدارته بأن على الرئيس السوري بشار الأسد الذهاب على المدى العامين الماضيين في الوقت لأي لم يذهب فيه الأسد إلى أي مكان، يمكنن أن أرى أن الرئيس بوتين لا تظهر عليه أي علامات للابتعاد عن هذا "الطريق الوعر."
اعتقد أن الأمر الوحيد الذي فاجئ بوتين هو مدى ضعف الرد الأمريكي.. الإدارة الأمريكية لم تكن مستعدة لاحتمال أن يكون بوتين بهذه الوقاحة.
من المؤكد أن أهداف بوتين لم تكن محصورة بالحصول على شبه جزيرة القرم في الوقت الذي سيخسر فيه أوكرانيا، فهذا غير منطقي، وفي الوقت الذي لم يواجه فيه ردا أو دفعا يحول بينه وبين القرم فلماذا عليه التوقف هناك؟
بالنسبة للمشككين بأن وجهة نظر بوتين للنظام الأمني الذي فرض على أوروبا بعد الحرب الباردة وأنه براها غير قانونية، فانظروا إلى خطابه بموسكو في الـ18 من مارس/ آذار، ليس لدي شك في أن بوتين لا يفضل أمرا أكثر من نزع قانونية النظام المفروض بعد الحرب الباردة وعرض الشراكة الأطلسية على أنها زائفة وتقويض القيادة الأمريكية للعالم.