(CNN)-- ترسو في أكبر قاعدة بحرية في غرب استراليا، سفينة مطلية باللون الأحمر، وعلى متنها 30 بحاراً، بالنسبة للبعض تمثل السفينة فرصتهم الوحيدة لفك غموض اختفاء احبتهم على متن الطائرة الماليزية في رحلتها رقم 370، وبالنسبة لآخرين تمثل الفرصة الأفضل لحل أعقد الألغاز في تاريخ الطيران.
أقلعت بعد غروب الشمس، السفينة الدفاعية "درع المحيط"، متوجهة إلى منطقة البحث جنوب المحيط الهندي، وهي من أكثر المناطق انعزالا على وجه الأرض، حيث تبعد 1100 ميل عن الشواطئ الغربية لأستراليا.
رحلة السفينة تستغرق ثلاثة أيام لتصل إلى ذلك الركن القصي من العالم، حيث الأمواج العاتية التي يماثل ارتفاعها ارتفاع عدة مبان، وحيث يمكن للبحر أن يخفي سلاسل الجبال.
طلبت CNN مرافقة الطاقم في "درع البحر" لتوثيق رحلتهم، ولكن العملية تحتاج إلى وقت طويل ومهم للسماح بحمل صحفيين على متنها.
جلسنا في قارب للصيد يسمى "الرعد" وانتظرنا بلهفة أن تبدأ "درع البحر" رحلتها. توقعاتنا بابحار السفينة صباح الاثنين، تبخرت ، وانتظرنا في مياه البحر، نراقب القارب ونملأ الوقت بالنقل المباشر لآخر التطورات، الإقلاع في 6:30 صباحاً تم تأجليه في الـ 7:30 كانت السفينة ما تزال راسية في الميناء.
درع المحيط، أخيراً غادرت قبيل الثامنة مساء، تحت جنح الظلام، باستثناء أنوار المرسى التي كانت ترشدها للخروج من ميناء "جزيرة الحديقة"، للمضي في المحيط الهندي.
كنا نراقب فيما كانت "درع المحيط" تأخذ طريقها عبر قناة ضيقة، باتجاه البحر الفسيح، مسافرة بسرعة لا يمكن لقاربنا وهو، قارب صيد بحجم 60 قدماً، أن يواكبها.
قال الكابتن "بدأنا بالخروج، نحن نتحرك بسرعة ما بين 8 إلى 10 عقده، وبدأنا نتسارع.. أعتقد أنه مع الوقت يمكن أن تبلغ سرعته 15 عقدة، نحن ما زلنا في القناة"
وهناك سبب لكون الفريق في "درع المحيط" في عجلة من أمره، فالبطاريات للمرشد الإلكتروني تحت البحر، والذي يطلق نبضات الكترونية ويتصل بمسجل معلومات الرحلة، ومسجل المحادثة في قمرة القيادة أمامها أقل من أسبوع لتنفذ طاقتها، وتلك الطواقم هي الوحيدة التي تملك معدات للعثور عليه.
إنهم يحملون أحدث التقنيات من البحرية الأمريكية، بما فيها جهاز تحديد موقع المرشد الالكتروني"النابض" الذي تجره السفينة، وهو يعرف باسم TPL-25 ويحوي ميكروفون ضخم يعمل تحت الماء يسمتمع إلى الذبذبات الصادرة من الصناديق السوداء، وهناك الـ Bluefin-21 وهو روبوت يعمل تحت الماء، بإمكانه أن يكنس قاع المحيط، بحثا عن أي إشارة تدل على وجود حطام.
ولكن هناك مشكلة. فبعد 3 أسابيع من اختفاء الرحلة MH370 يعتقد أنها استقرت في عمق المحيط الهندي، ولم يحدد أي حطام، وهذا يعني أن الطاقم على متن "درع المحيط" لا يدرون أين يبحثون.
"ليس هناك مشكلة كيف يعمل المتخصصون أو الآلات المعقدة، فهي لا تعمل خيراً مالم يتم حصر منطقة البحث" بحسب الكوماندور مارك ماثيوس من البحرية الأمريكية، المسؤول عن فريق مكون من 11 شخصاً يعملون على جهازي TPL-25 و Bluefin-21. وقال ماثيوس لكي يكون لديك أمل بسماع الإشارات الإلكترونية، تحتاج إلى تقليص منطقة البحث من 100 ألف ميل مربع، أي ما يعادل 259 ألف كيلومتر مربع، إلى أقل من 1000 ميل مربع، أي ما يعادل 2590 كيلومتر مربع. والطريقة الوحيدة لعمل ذلك هي قيام فرق البحث بتحديد مكان حطام من الطائرة، واستخدام نماذج كمبيوتر يمكنها أن تقتفي أثرها طبقا للظروف التي كانت سائدة وتحديد مكان دقيق لسقوط الطائرة.
ولكن مع كل يوم جديد في منطقة البحث، ومع كل اكتشاف جديد، يأتي مزيد من الإحباط، فالأجسام التي رصدتها الطائرات وتم انتشالها من المحيط، ليس لها علاقة بالطائرة المفقودة، وحيث أن المياة التي تبدو كالزجاج هنا في كوكبيرن ساوند، وعمقها يقل عن 100 قدم، ليست ضمن منطقة البحث، فهي في منطقة البحث بعمق 14 الف قدم، وضمن ظروف هي الأصعب على سطح كوكبنا.
وفي حين أطلق العنان لـ "درع المحيط" كنا نحاول أن يبقى لونها الأحمر في مدى رؤيتنا، على أمل أن نتبعها في مهمتها، إلى المسافة التي نستطيع، ولكن بعد ذلك، أطلق قارب قريب إشارات تحذير من كشافات الإنارة، وحول قائد قاربنا اتجاهه.
وحيث قطرنا قاربنا إلى بر الأمان، اختفت "درع المحيط في الأفق، في مهمة بحثها عن MH370، وربما اقتربت أميالاً أو حتى مسافة قصيرة من فك اللغز لعائلات المفقودين، وتقديم الإجابات لبقية العالم.