نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال ريك ستينغل، وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون العلاقات العامة والدبلوماسية، إن الإعلام الروسي يشن حملة دعائية منظمة فريدة من نوعها تعكس القوة الهائلة التي كان يبنيها عبر جهازه الدعائي طوال عقد من الزمن، مضيفا أن الرئيس فلاديمير بوتين كان يتحدث بشوق عن الاتحاد السوفيتي ويعتبر سقوطه أكبر مأساة بالقرن الماضي.
وقال ستينغل، الذي كان يرأس تحرير مجلة "تايم" قبل توليه منصبه الحالي منذ أيام، إن المهم بالنسبة للموقف الروسي من أوكرانيا هو "الأفعال وليس الأقوال" مضيفا أن وزير الخارجية، جون كيري، قال لنظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إن على الانفصاليين "الخروج من الأبنية التي يسيطرون عليها (شرق البلاد)" مضيفا: "يجب أن نرى بعض التطورات قبل نهاية الأسبوع وإلا فسيكون هناك عقوبات."
ولدى سؤاله عن خططه للفوز بالحرب الإعلامية بين أمريكا وروسيا، خاصة وأنه قد سبق له لقاء الرئيس بوتين خلال عمله الصحفي قال: "الدبلوماسية هي قوة ناعمة، تقوم على الكلمات والأفكار، ومنذ أن توليت منصبي - وبعد ضم روسيا للقرم - ذهلت لمقدار التنظيم في الدعاية الروسية وحجمها الكبير وتطورها ودخولها في الكثير من أوجه الحياة، بينما نحن في المقابل فككنا جزءا كبيرا من قدراتنا الدعائية بعد الحرب الباردة لاعتقادنا بأننا فزنا."
وأضاف ستينغل، في مقابلة مع CNN :"كان الروس طوال السنوات الماضية يقومون ببناء جهازهم الدعائي، وما نراه حاليا عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي هو حصيلة مجهودهم لبناء البروباغندا طوال عقد من الزمن. لديهم قنوات تعمل بالإنجليزية ونحن نتسامح مع وجودها في الولايات المتحدة بينما أوقفت موسكو عمل "صوت أمريكا" على الأراضي الروسية."
ورفض ستينغل القول بأن الروس يربحون الحرب الدعائية عبر الترويج بأنهم يتدخلون لحماية الناطقين بالروسية والمهددين من "الفاشيين في أوكرانيا" مضيفا: "لا أعرف ما إذا كانوا يربحون، ولكنهم يقدمون دعاية قوية. ومن الأمور التي قمنا بها بعد دخولي الوزارة تأسيس ’قوة عمل أوكرانيا‘ وهي تجمع إعلامي ناطق باللغة الروسية وموجه للروس من أجل توضيح ما يجري لهم بدل الدعاية الروسية التي تغرقهم، لقد كانت لدى الروس خطة يطبقونها منذ عشرة أعوام ونحن نرى تأثيرها اليوم."
وعن اللقاء الذي جمعه مع بوتين قال ستينغل: "قابلته عام 2007 ومن ثم تناولنا العشاء وهناك همس لي بغضب أن واحدة من أكبر مآسي القرن العشرين هي سقوط الاتحاد السوفيتي، وهذا أمر يصعب تفهمه بالنسبة لنا، ولكنه تحدث بعاطفية عن الروس الذين باتوا خارج نطاق السيادة الروسية، وكان يذكر بأسف انتهاء الاتحاد السوفيتي."
وتابع بالقول: "كصحافي كنت أرى الأمور كمراقب، ولكنني اليوم أراها (عبر التصرفات الروسية) كانتهاك للقوانين والمعايير الدولية وأراضي أوكرانيا، وهي أمور غير مقبولة بمعايير القرن 21."
وأعرب ستينغل ثقته بـ"قوة أمريكا وقيمها المشتركة مع الناس حول العالم" مضيفا: "دور أمريكا في العالم مهم للغاية، نحن ننفق على المساعدات الخارجية ووزارة الخارجية واحد في المائة فقط ميزانيتنا الاتحادية، بينما يعتقد الناس أننا ننفق عشرين ضعف ذلك المبلغ، علما أن ما نصرفه يعود إلينا بفوائد أكبر بكثير، وعلينا أن نتمكن من شرح ذلك وإقناع الأمريكيين."
وبحسب ستينغل، فإن أمريكا "نموذج للدول الحديثة المعادية للإمبريالية،" وشرح وجهة نظره بالقول: "حتى في الملفات التي تورطنا فيها خلال العقدين الماضيين عملنا على تحقيق انتخابات حرة.. يمكن للروس أن يقولوا ما يريدون، ما يجري في الإعلام الروسي هو أكبر حملة خرافية منذ أيام روايات (الكاتب الروسي فيودور) دوستويفسكي.