سلوفيانسك، أوكرانيا (CNN)- في الوقت الذي تتواصل فيه المعارك بين القوات الأوكرانية ومسلحين من الانفصاليين الموالين لروسيا في عدة مناطق بشرق وجنوب أوكرانيا، دعت موسكو الاثنين، الحكومة المؤقتة في كييف، إلى "الحوار"، من أجل الحل السياسي للأزمة.
وتمكن فريق شبكة CNN من الوصول إلى مدينة "سلوفيانسك"، بمقاطعة "دونيتسك"، أحد أقوى معاقل الانفصاليين، الذين سيطروا على عدد من المباني الحكومية بها، وقاموا بإنزال العلم الأوكراني من عليها، ورفعوا العلم الروسي بدلاً منه، كما دعوا إلى انفصال الإقليم وانضمامه إلى روسيا.
وشاهد الفريق عدداً من المسلحين الانفصاليين يقومون بتعزيز دفاعاتهم في أنحاء المدينة، وتكثيف نقاط التفتيش في مختلف الشوارع، فيما تستعد القوات الحكومية، التي تنتشر بكثافة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى المدينة، لمواجهة حاسمة مع العناصر الانفصالية خلال الساعات القادمة.
وفي إحدى المستشفيات المحلية، شاهد مراسل CNN عدداً من الجرحى الذين سقطوا خلال المواجهات الجارية بين الجانبين، بينهم سيدة أُصيبت بطلقة نارية في الرأس، ويبدو أنها تعرضت للإصابة على الأرجح، أثناء تبادل إطلاق النار بين القوات الحكومية والمسلحين الانفصاليين.
وذكرت وزارة الداخلية الأوكرانية أن أربعة قتلى على الأقل سقطوا خلال المعارك الجارية في سلوفيانسك، بالإضافة إلى جرح ما يزيد على 30 آخرين، كما نقلت عن سكان محليين في المدينة أن مهاجمين أطلقوا النار على عدد من المباني السكنية، وأضرموا النيران فيها، بينما حمّل قادة الانفصاليين القوات الحكومية مسؤولية سقوط قتلى بين المدنيين.
وفي بيان منفصل، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية إسقاط مروحية نتيجة تعرضها لإطلاق النار، أثناء مشاركتها في العمليات العسكرية الجارية في منطقة سلوفيانسك الاثنين، وقالت إن طياريها تمكنا من النجاة، قبل أن تسقط الطائرة في النهر، وقامت قوات الجيش بإنقاذهما لاحقاً.
وفي موسكو، دعت وزارة الخارجية الروسية الحكومة الأوكرانية المؤقتة إلى وقف إراقة الدماء، وسحب قواتها من مناطق النزاع في شرق وجنوب الجمهورية السوفيتية السابقة، وكذلك الجلوس إلى طاولة الحوار، من أجل البدء بما أسمتها "عملية الحل السياسي للأزمة."
وذكر بيان للخارجية الروسية أن "العملية التنكيلية، التي تقوم بها القوات الأوكرانية، ستتسبب بسقوط ضحايا جدد بين المدنيين العزل"، وحذر من أن "حصار القوات الأوكرانية للمدن، سيؤدي إلى كارثة إنسانية الخارجية الروسية"، مشيراً إلى نقص الأدوية، وتوقف وصول المواد الغذائية.
في الغضون، انطلقت مناورات عسكرية ضخمة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، في إستونيا الاثنين، بمشاركة ما يقرب من ستة آلاف جندي، وصفها تلفزيون "روسيا اليوم" بأنها "تعتبر من أكبر المناورات العسكرية التي تشهدها إستونيا، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي."
ومن المقرر أن تستمر المناورات، التي تجري تحت اسم "عاصفة الربيع"، بمشاركة عسكريين من البحرية الأمريكية، ومن قوات المشاة البريطانية، بالإضافة إلى جنود من فرنسا، وبولندا، وليتوانيا، وبلجيكا، وهولندا، حتى 23 مايو/ أيار الجاري.