يشار إلى أن هذا المنقال يعبر ع رأي صاحبته، آريان تشيرنوك، الأستاذة المساعدة بالتاريخ البريطاني المعاصر بجامعة بوسطن، ولا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.
لندن، المملكة المتحدة (CNN)—بعد إعلان ملك إسبانيا خوان كارلوس، البالغ من العمر 76 عاما الاثنين، تنازله عن العرش لابنه فيليب البالغ من العمر 46 عاما، وتنازل ملكة هولندا، بياتريس، عن عرشها لأكبر أبنائها قد يتساءل المرء لماذا لم تقم ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية بمثل هذه الخطوة.
للإجابة عن هذا السؤال علينا العودة للتاريخ قليلا، حيث أن النظام الملكي في بريطانيا لا يقوم على الحداثة، بل يقوم على المحافظة على الطريق والحل والمثابرة.
المؤسسة الملكية البريطانية تعتبر من المؤسسات النادرة حيث أن التقدم بالعمر وكل ما يترتب عللى ذلك من تعقيدات وإهانات يسمح بل ويتوقع أن تتم مشاركتها مع الرأي العام.
خذ على سبيل المثال الملك جورج الثالث الذي حكم بريطانيا من العام 1760 إلى موته في العام 1820 عن عمر 81 عاما، أصيب بنوبات متقطعة من مرض "بورفيريا، وهو مرض يؤثر على الجهاز العصبي وبحلول العام 1810 كان مجنونا بشكل دائم وأعمى وعاجز، ليقضي آخر عشرة أعوام من عهده خرفا في قصر ويندسور.
خذ مثالا آخرا، الملكة فيكتوريا، حفيدة الملك جورج الثالث، حكمت منذ 1837 إلى 1901 وتوفت عن عمر 81 عاما، عانت آخر فترة حكمها من فشل بصري والروماتيزم إلى جانب الأرق، إلى أنها استمرت بالحكم حتى وفاتها.
وبحسب استطلاعات للرأي أعدتها عدد من الشركات في بريطانيا قبيل اليوبيل الماسي للملكة إليزابيث الثانية، فإن الأرقام أظهرت دعم النظام الملكي من قبل البريطانيين يصل إلى أعلى مستوياتها إطلاقا، وأنه لا يوجد ما يدفع للاعتقاد بأن الملكة ستتنازل عن عرشها في أي وقت قريب.