أتلانتا، الولايات المتحدة الامريكية (CNN) -- يجمع خبراء في مكافحة الإرهاب على أن الضربات الجوية التي أطلقها الجيش الأمريكي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" "داعش" ستصعد، فورا، من التهديدات الإرهابية التي قد تمثلها مليشيات الحركة الدموية ضد أوروبا والولايات المتحدة.
ونادى أنصار "داعش" وبعد ساعات قليلة من بدء الضربات الجوية الأمريكية، بهجمات انتقامية ضد الولايات المتحدة، من بينهم أبوالعيناء الخراساني، أداري شبكة "شموخ الأسلام" منتدى يتبادل فيه المتشددون الرسائل، الذي نشر على حسابه بتويتر: "على المهاجدين أن يسعوا ويحرصوا أن ينفذوا عمليات استباقية في عقر دار أمريكا يأدبوا فيها أوباما وجنده المجرمين.."
وتابع: "أمريكا الكافرة تقصف الموحدين في اليمن وفي الصومال والآن في العراق وغدا ربما في الشام.. هي رسالة واضحة أن الحرب على الإسلام والمجاهدين." -- أبوالعيناء الخراساني
ورد آخرون، باستخدام هاشتاغ #رسالة من داعش لأمريكا" نشروا فيها صورا لأنقاض برجي التجارة بتعقيب: "لا تنسوا 11/9.. ربما الأمريكيون يريدون المزيد من هذا."
وهناك 3 أساليب قد تلجا لها "داعش" للرد على التحرك العسكري الأمريكي ضدها في العراق:
احتمال عمل سريع لمهاجمة الغرب
أسواء كابوس لقادة الغرب وأمريكا، والتنظيم في موقع يتيح له تنفيذ السيناريو، فداعش يمتلك احتياطات نقدية تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات، ويدير معسكرات تدريب على غرار معسكرات طالبان في أفغانستان، لا سيما في ظل تواجد ما يصل إلى ألف متشدد أوروبي، وعشرات الأمريكيين من انضموا للقتال بصفوف الحركة، التي قد تدربهم وتعيد إرسالهم إلى أوطانهم لتنفيذ هجمات انتحارية.
كما هناك مخاوف من تزويد المقاتلين الغربيين بأجهزة تقنية معقدة يصعب رصدها بواسطة أجهزة المسح المستخدمة للتفتيش بالمطارات.
وصف وزير العدل الأمريكي، أريك هولدر، تلك المخاوف، خلال مقابلة مع شبكة "أي بي سي" الأمريكية، بأنها "الأسوأ التي يشهدها طيلة شغله المنصب.
ولا تبدو "داعش" مشغولة حاليا بمهاجمة الغرب إذ ينصب تركيزها على توسيع رقعة مناطق سيطرتها في العراق وسوريا، حيث أعلنت، في وقت سابق، عن إقامة دولة "خلافة" إسلامية فيها.
الاضرابات السياسية الناجمة عن "الربيع العربي" بالمنطقة جعلت من حلم "ألجهاديين العالميين" بإقامة حكم إسلامي بأنحاء العالم العربي، تبدو قريبة المنال، خاصة لكونها غاية رأي قادة القاعدة تحقيقها بمهاجمة الغرب، الذي اصبح أمرا جانبيا، لن ترفعه الضربات الجوية الأمريكية المحدودة الحالية إلى خانة الأولويات لداعش، لا سيما بإعلان البيت الأبيض أن سحق التنظيم الراديكالي، ليس من أهداف الحملة الجوية .
فمنذ إنشاء التنظيم بواسطة الجهادي الأردني، أبومصعب الزرقاوي، قبل أكثر من عقد، لم يعرف عنه وقوفه وراء أي مخططات لمهاجمة الغرب، حتى إبان ذروة تصدي الجيش الأمريكي للمسلحين عقب غزوه العراق في 2003، وعلى نقيض خلايا القاعدة في مناطق القبائل الباكستانية التي خرجت دفعات من المجندين الغربيين بعد تدريبهم على كيفية صناعة المتفجرات من مواد متاحة للجميع. باستثناء حادثة اعتقال السلطات الفرنسية لمواطن فرنسي من أصل جزائري، يشتبه بانضمام للقتال إلى جانب متشددين في سوريا وتدريبه على صناعة متفجرات، والعثور على ثلاث علب مشروبات غازية مليئة بمواد شديدة الانفجار في شقته بمدينة كان، لم يتضح حتى اللحظة إذا كان المخطط المزعوم بـ"مباركة" من داعش.
المقاتلون العائدون قد يأخذون الأمر على عاتقهم
التهديد الأكثر إلحاحا هم مئات المتطرفين الغربيين لدى عودتهم إلى الوطن، ورغم عدم وجود أدلة تشير لهذا الاتجاه، لكن المهارات القتالية في حرب المدن التي اكتسبوها خلال القتال في سوريا، تجعلهم من الخطورة بمكان.
ربما أول الإعتداءات الإرهابية في الغرب المرتبطة بالحرب في سوريا، وقعت في بروكسيل عندما هاجم فرنسي جزائري، شارك في القتال هناك، متحفا يهوديا ومصرع 4 أشخاص نتيجة الهجوم الذي وقع مايو/أيار الفائت.. لم تتبنى "داعش" الهجوم ما عزز فرضية تخطيطه الهجوم بمفرده.
وتوقع خبير أوروبي في شؤون مكافحة الإرهاب، في حديث للشبكة في يونيو/حزيران الفائت، وقوع موجة هجمات صغيرة الحجم لكنها كبيرة التأثير كهجوم المتحف اليهودي في بروكسيل.
"ذئاب منفردة" قد تتحرك بمفردها
هجوم مارثون بوسطن خير دليل على الخطر المتمثل في متشددين تعلموا مهارات كيفية صنع متفجرات من الشبكة العنكوتية دون عناء السفر لمعسكرات الجهاديين في الخارج. ويقول مسؤولون أوربيون إن السخط بشأن الأوضاع في سوريا والعراق، بجانب الإثارة المترتبة عن مكاسب تحققها "داعش" زادت من معدلات التطرف إلى مستويات غير مسبوقة بالقارة.
ورغم أن مشاعر العداء السائدة ليست موجهة مباشرة ضد الغرب، كما كان عليه واقع الحال إبان حرب العراق، إلا أن أيدولوجية "داعش" الغريزية المعادية للغرب، هي نقطة جذب متزايدة للأوساط المتشددة في أوروبا، ورغم عدم مشاركة أي من دول المنطقة في العمليات الجوية الحالية، لكنها نقطة غير ذات اعتبار، لاعتقاد أنصار "داعش" بان دول الغرب بأجمعها تعمل على مهاجمة الإسلام.
تبعات عدم التحرك
هناك ترجيح بتصاعد التهديدات الإرهابية ضد الغرب خلال الأسابيع والشهور القليلة المقبلة على ضوء العمليات الجوية الأمريكية بالعراق، وهذا سبب كافي لزيادة التركيز على التنظيم، ففي حال فشله في الحفاظ على مكاسبه التي حققها على الأرض، فقد يلجأ لفتح معسكرات تدريب تفوق تلك التي أدارتها القاعدة قبل هجمات 11/9، قد يبدو التركيز حاليا على العراق وسوريا، لكن من الغباء تجاهل احتمالات تهديدات إرهابية في المستقبل.. الأزمة الإنسانية في العراق فرضت على الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، التحرك، لكنها أثار "عش الدبابير" دون اتخاذ قرارات حاسمة بدحر التنظيم.