رأي: هل أوباما قادر على التعامل مع تهديد "داعش"؟

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
رأي: هل أوباما قادر على التعامل مع تهديد "داعش"؟
Credit: isis

نيوت غينغريش، سياسي وأحد المشاركين في تقديم برنامج "كروس فاير" الذي تبثه شبكة CNN خلال أيام الأسبوع، ومؤلفك كتاب جديد بعنوان: "الانفصال: رواد المستقبل، حراس سجن الماضي، والمعركة الملحمية التي ستقرر مصير أمريكا"... الآراء الواردة لا تعبر سوى عن آراء الكاتب.

 

خلال رحلتي لأوروبا، هذا الأسبوع، سأتمكن من رؤية العالم من خلال صحف "التايمز" و"ديلي تلغراف" وديلي ميل"، المشهد من بريطانيا، يختلف بشكل مدهش عما يبدو عليه من "مارثا فاينيارد"، حيث قضى الرئيس (باراك) أوباما عطلته.

هناك إجماع ببريطانيا بتوجه ما لا يقل عن 500 شاب بريطاني إلى الشرق الأوسط للجهاد، وهناك اعتقاد واضح، ذكره رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، بأن عنصر "داعش" الذي قتل الصحفي جيمس فولي، كما في شريط الفيديو، بريطاني.. هذه حادثة تعيدنا 12 عاما للوراء، عندما تعرض صحفي أمريكي آخر هو، دانيال بيرل، للذبح. وواقع الحكم بإعدام بريطاني من أصل باكستاني، كأحد المنفذين.

كرست الصحف البريطانية الثلاثة كافة صفحاتها لمحاولة استكشاف عدد المجندين البريطانيين، والخطر المتمثل بعودتهم إلى الوطن، وتحذيرات واضحة عن عجز السلطات الأمنية في السيطرة على الوضع حال عودتهم على نحو منظم.

خطب ما عميق يحدث، عندما تتمكن حركة راديكالية من تجنيد العديد من شباب مجتمع وفر لهم الغذاء والتعليم والسكن، هذا يمثل رفضا لمبدأ الاستيعاب على نطاق وكثافة من شأنها أن تؤدي إلى تغييرات جذرية في السياسة العامة.

قطع كاميرون إجازته وعاد إلى لندن لعقد اجتماع عاجل، وأوضح جليا استعداده لتوسيع نطاق سياسات مكافحة الإرهاب وتشديدها.

في بريطانيا الآن، حتى مشاهدة مقاطع فيديو كنحر جيمس فولي، أمر مخالف للقانون، لكن سينظر إليه بالولايات المتحدة باعتباره أمرا مخالفا للدستور، هذا مؤشر على الجدية التي تنظر بها بريطانيا إلى تهديدات الراديكاليين الإسلاميين.

بريطانيا بدأت بالفعل تعليق جوازات سفر الشباب الراغبين في السفر إلى سوريا والعراق، وأوضحت كذلك أن الانتماء إلى داعش غير قانوني.

بدا الرئيس أوباما حزينا للغاية وهو يتلو بيان مقتل جميس فولي قبل توجهه للعب الغولف، نشرت صحيفة واحدة، على الأقل، في صفحتها الرئيسية، صورته وهو يضحك في سيارة الغولف، وبجانبها صورة عائلة فولي الحزينة.

بعد قراءة بيان الرئيس، ومقارنته بواقع انضمام اكثر من 500 شاب بريطاني لداعش، أعتقد أنه ربما كان محظوظا لتضايق الشعب من جدول أعماله لإيلاء اهتمام ببيانه.

أدعوكم لقراءة النص الكامل للخطاب فهو ليس بطويل،، أبرز ما جاء فيه تأكيده بأن "أناس مثل هؤلاء فشلهم أمر محتوم.. يخفقون لأن المستقبل يفوز به من يبني وليس من يدمر". بالطبع الحرية وسيادة القانون كانتا أمرا نادرا على مر التاريخ، والاستبداد والفوضى هما السائدان.. "داعش" والأيديولوجية التي تمثلها، لن يتلاشيا.

أحيانا قد يتساءل المرء  ما إذا كان الرئيس على دراية بمدى جدية  المخاطر التي تمثلها داعش.. في الواقع، أنها حركة يحفزها الدين تستخدم الإرهاب كسلاح، وقطع الرؤوس ليس بجديد على التاريخ..

"داعش" أكثر من مجرد منظمة إرهابية.. أنها تجني الأموال من تجارة النفط والغلال، ونهب المصارف، وبيع القطع الأثرية المسروقة.. أنها تدير مناطق كبيرة في العراق وسوريا... والأهم من داعش نفسها، الحركة الكبيرة التي تمثلها.. أنها تجند كوادر من دول عدة..

كما سبق وكتبت، من بوكو حرام في نيجيريا، إلى "حماس" في فلسطين، إلى "داعش" في سوريا، إننا نشهد نفس نوع التطرف الديني العابر للأقطار، الذي يتأصل لالتزام عميق  لتدمير طريقتنا في الحياة.

كما وصفها رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارتن ديمسبي: "إنها يوم الدينونة، ونهاية رؤية استراتيجية يتوجب هزيمتها في نهاية المطاف"، و"رؤية قد تغير وجه الشرق الأوسط بشكل جذري قد تخلق بيئة أمنية ستشكل بالتأكيد تهديدا لنا  بطرق عديدة."

التقارير البريطانية بشأن عدد الإرهابيين والمخاطر المحتملة التي قد يمثلونها ينبغي أن تيقظنا جميعا..  للأسف إدارة أوباما لا تملك استراتيجية للتعامل مع تهديد بهذا الحجم.