مشادة على الهواء بين مذيع CNN وداعية بريطاني متشدد حول داعش وقطع الرؤوس وفسطاطي الله والشيطان

العالم
نشر
7 دقائق قراءة
مشادة على الهواء بين مذيع CNN وداعية بريطاني متشدد حول داعش وقطع الرؤوس وفسطاطي الله والشيطان
Credit: cnn

لندن، بريطانيا (CNN) -- دعا رجل الدين البريطاني المتشدد، أنجم تشودري، إلى عدم تجاهل مقتل مئات الآلاف من المسلمين الذين لا يعرف بهويتهم أحد في حين يصار إلى التركيز على قطع رؤوس صحفيين غربيين، قائلا إن المسلمين في المنطق لا يفرقون بين الجندي والمدني الغربي، ودافع عن تشدده بالقول إنه يؤمن بأن العالم منقسم إلى فسطاطين، أحدهما لأتباع الله والآخر لأتباع الشيطان.

مواقف تشودري جاءت في مقابلة ساخنة مع CNN، شهدت تجاذبا حادا بين رجل الدين البريطاني ومذيع CNN حول العديد من القضايا، وردا على سؤال حول موقفه من مشهد قطع رأس الصحفيين الأجانب قال تشودري: "ما من شك أن قطع رأس أي شخص هو عمل مرعب وبشع، وأظن أن هذا هو برنامج عمل تنظيم الدولة الإسلامية، نشر الرعب في صفوف أعدائها، أو من تتصور أنهم أعداؤها، من أجل أن يتركوا المسلمين لشأنهم، وعلينا أن نتذكر أن الأمريكيين والبريطانيين ارتكبوا كل أنواع الفظائع في تلك المنطقة وهو يفكرون في قصف المسلمين مجددا."

وتابع تشودري بالقول لمذيع CNN: "أظن أن طلبك من مسلم إدانة مقتل رجل واحد في حين يقتل مئات الألوف من المسلمين الذين لا يعرف أحد هويتهم هو طلب سخيف ومثير للشفقة، لقد جرى اغتصاب الناس وإذلالهم، كما أن اختنا عافية صديقي المسجونة في أمريكا تعرضت للضرب والتعذيب."

وحول ما إذا كان عليه مراجعة مواقفه من الصحفيين، خاصة وأنهم ينقلون معاناة سكان المنطقة إلى العالم رد تشودري بالقول: "تقييمك للأمور مختلف عن تقييم المسلمين، بالنسبة للمسلمين في المنطقة لا تفريق بين المدنيين والعسكريين الغربيين لأنهم يرون أن الناس انتخبوا مرة ثانية أشخاصا مثل جورج بوش وباراك أوباما الذين يواصلون سياسة الطغيان في المنطقة، كما أن الصحفيين هم الآلة الدعائية لإدارة أوباما."

ورفض تشودري ما ذكره مذيع CNN حول أهمية حرية الصحافة وإشارته إلى أن الصحافة الأمريكية هي التي كشفت الانتهاكات التي جرت في سجني أبوغريب وغوانتانامو قائلا: "هذا صحيح بشكل جزئي، لأنه في الواقع ما من أحد بحاجة لصحفيين أمريكيين أو بريطانيين لأن لدى الجميع هواتف مزودة بكاميرات."

وعن مطالبة البعض بحظر المواد الدعائية التي يبثها تشودري عبر حسابه بموقع يوتيوب قال الداعية البريطاني: "أنا أؤمن بأن الله منذ أن خلق البشر انقسم العالم إلى فسطاطين، الأول يضم الذين يتبعون الله، والثاني يضم من يتبعون الشيطان، وقد يستخدمون الكذب والدعاية لأن هناك حربا تدور بينهما، وبالتالي فإن تشويه صورة العدو جزء من الحرب الدائرة."

ونفى تشودري صحة ما ذكره مذيع CNN عن استفادته شخصيا من الحرية الصحفية الغربية لنشر ما يريده وإمكانية ألا يكون ذلك متاحا في دولة تتشدد بتطبيق الشريعة قائلا: "كلا، أنا أؤمن أن الله خلق لنا لسانا لنتحدث به وعينين لنرى بهما ولا أحد بحاجة ليستأذن الآخرين من أجل أن يقول رأيه، بل هو أمر خلقه الله فينا، نحن لسنا مثل الذين يكيلون بمكيالين ونقول عن الناس أنهم مقاتلون من أجل الحرية، وبعدها نصفهم بالإرهابيين."

وأضاف: "في نهاية المطاف أنا أتصرف وقف حدود الشريعة الإلهية التي تعطيني حق التحدث وسأستغل كل طريقة ممكنة لإيصال رسالة الإسلام. أنا أؤمن أنه في دولة الإسلام سيكون هناك فرصة إجراء حوارات ونقاشات جادة وصريحة."

وعن ما يحصل بسوريا والعراق من انتهاكات على يد الجماعات الدينية المتشددة قال تشودري: "ما يحصل بسوريا والعراق حاليا ثورات شعبية تحاول خلع الأنظمة المتوحشة المتسطلة وفرض الشريعة، والمعلومات الواردة حاليا تؤكد عودة الكثير من المسيحيين إلى الموصل واعتناق عدد كبير من اليزيديين للإسلام، وبالتالي لا يجب عليك تصديق ما تقوله الدعاية الإعلامية."

وأضاف: "هناك من بين اليزيديين من كان يدعم نوري المالكي تحت الاحتلال الأمريكي، وكان هناك حاجة للقبض على بعض الناس من بينهم ومحاكمتهم، ولكن الغالبية الساحة من اليزيديين، وخاصة الأطفال والنساء، ليسوا أهدافا على الإطلاق، ويمكن للغالبية الساحقة منهم اعتناق الإسلام أو قبول العيش تحت ظل تطبيق الشريعة. الاستهداف لا يطال إلا المجرمين الذين أقدموا على ارتكاب الجرائم والذين يتوجب محاكمتهم بموجب الشرعية، قد لا يتفق البعض مع ذلك ولكن هذا هو القانون المطبق الآن."

ونفى تشودري أن تكون الإجراءات البريطانية المضادة للإرهاب مؤخرا قد طالته قائلا: "أنا لا أمثل خطرا على أحد، وإن كنت أشكل بالتأكيد تهديدا سياسيا وأيديولوجيا. وأنا على ثقة بأنني قادر على دحض حجة أولئك الذين يقرعون طبول الحرب ضد الدول الإسلامية، وأظن أن ديفيد كاميرون قد خسر هذه المواجهة لأنه يعجز عن تبرير سبب مقتل جنود الجيش البريطاني في العراق وأفغانستان دفاعا عن الحرية في حين يُحرم منها المسلمون في بريطانيا."

ولم يوافق تشودري على اتهامه بـ"جذب الناس إلى الإسلام المتشدد" قائلا: "ليس هناك إسلام متشدد أو غير متشدد، فالمرأة إما أن تكون حبلى أو لا تكون، إذا التزم المرء بالإسلام فعليه أن يتبع القرآن وسنة النبي محمد، ولن تجد شيئا مما أقوله إلا ويستند إلى التعاليم الإسلامية."

وفي نهاية المقابلة الساخنة التي شهدت مقاطعات مستمرة سأل مذيع CNN تشودري عن سبب قيامه بعد الطلب منه العد من واحد إلى عشرة لإجراء اختبار صوت قبل المقابلة بعد تواريخ الهجمات الإرهابية على الغرب مثل 9/11 و7/7 فرد الداعية البريطاني بالقول: " لو كان لديك حس نكتة لكنت ضحكت على ما قلته، لقد كان مجرد اختبار للصوت ولم يكن عليك أخذ الأمور بهذه الجدية وإذا رغبت بتكبير الموضوع فستظهر بمظهر سطحي أكثر مني."