واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- وجّهت شخصيات يهودية وأخرى معنية بمواجهة التمييز في أمريكا انتقادات لنائب الرئيس، جو بايدن، داعية إياه إلى "التنبه لما يقوله" وذلك بعد ملاحظات ألقاها خلال خطاب له وتسببت بموجة من الجدل بعد أن رأى فيها البعض إشارات "معادية للسامية."
وكان بايدن قد تحدث في حفل أمام مجموعة من القانونيين، متطرقا إلى تجربة ابنه في حرب العراق، وما شاهده من تعرض بعض رفاقه لأزمات اقتصادية وفقدانهم لمنازلهم خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وقال بايدن في كلمته التي أثارت الانتقادات: "من بين الأمور التي كانت تؤلمه خلال خدمته في العراق، التي استمرت لسنة، مجيء بعض الجنود إليه للحديث عن خسارتهم لمنازلهم بسبب قروض الرهن العقاري.. هؤلاء الذين يشبهون التاجر شيلوك كانوا يستغلون الرجال والنساء خلال وجودهم خارج البلاد."
ويبدو أن إشارة بايدن إلى الذين استغلوا الأزمة المالية وتشبيههم بالتاجر شيلوك، وهو الشخصية المحورية في مسرحية شكسبير "تاجر البندقية" التي تتحدث عن تاجر يهودي جشع دفعه طمعه إلى طلب قطعة من لحم شاب لعجزه عن تسديد مبلغ الدين، قد أثارت حفيظة الجهات الحقوقية الأمريكية، التي حضت نائب الرئيس على التنبه لما يقوله.
وقال أبراهام فوكسمان، رئيس رابطة مكافحة التمييز الأمريكية بيانا قال فيه: "عندما يقوم شخص صديق للمجتمع اليهودي، ويمتاز بالتسامح والانفتاح مثل نائب الرئيس بايدن، باستخدام تعبير ’شيلوك‘ لوصف تعامل المقرضين مع الجنود فإنه يُظهر لنا فعليا مدى ترسخ ثقافة النمطية حول اليهود في مجتمعنا."
وتابع فوكسمان بالقول: "شيلوك يمثل النظرة النمطية لمجتمع القرون الوسطى إلى اليهود، وهو وصف مسيء حتى يومنا هذا، وعلى نائب الرئيس بايدن أن يكون أكثر حذرا". وقد طلبت CNN الحصول على رد من مكتب بايدن لكنها لم تتلقاه حتى الساعة.