دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجهت المحكمة الأمريكية العليا عدة أسئلة قانونية إلى محامين حول مسألة شائكة تتمثل في طلب أحد السجناء بولاية أركانسس السماح له بإطالة لحيته تنفيذا لمعتقداته الإسلامية، علما أنه يقضي عقوبة السجن مدى الحياة بعد محاولته قتل صديقته وتهديده لأسرة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش.
وجاء الطلب إلى المحكمة عبر محامي السجين غريغوري هالت، الذي كان قد اعتنق الإسلام وغّير اسمه إلى عبدالمالك محمد، وقام المحامي بتسليم رسالة مكتوبة بخط اليد إلى المحكمة يطلب فيها محمد السماح له بممارسة معتقداته الدينية، بما في ذلك إطالة اللحية، عارضا – كتسوية – ألا يزيد طولها عن نصف إنش.
وذكر محمد - الموجود في سجن فائق الحراسة - أنه وسائر السجناء من المسلمين يضطرون للمفاضلة ما بين اتباع القوانين أو تطبيق الشريعة، مشيرا إلى وجود حديث نبوي يحض على ترك اللحية وحف الشارب، مضيفا أن 40 ولاية أمريكية تسمح للسجناء بإطالة اللحى.
أما رد مسؤولي الأمن في الولاية على الطلب فكان في رسالة بعثوا بها إلى المحكمة، وذكروا فيها أن "الإجراءات الأمنية" لا تسمح بهذا الأمر، مضيفين أن القانون لا يقر سوى بإطالة "شارب مهذب" إذ يمكن استخدام اللحية الطويلة كطريقة للتنكر بحال فرار السجين بما يصعب التعرّف عليه، كما أن اللحية الطويلة يمكن استخدامها لإخفاء أدوات حادة مثل الشفرات.
وقد وجهت المحكمة العليا السؤال حول القضية إلى عدد كبير من المحامين، وقال المحامي صاموئيل أليتو إنه لا يرى ضرورة لحظر اللحية القصيرة، إذ يمكن الطلب من صاحبها تسريحها أمام الضابط المسؤول لتأكيد عدم احتوائها على ممنوعات.
أما المحامي جون روبرتس فرد بالقول إن القضية تهدف إلى تأسيس سابقة يمكن البناء عليها، فبحال السماح بلحية بطول نصف إنش سيتقدم آخرون لاحقا بطلبات لإطالة لحية بطول إنش كامل وهكذا دواليك.
يشار إلى أن محمد كان قد اعترف بأنه "إسلامي متشدد" حصل على تدريبات عسكرية في اليمن، وسبق له تهديد عائلة الرئيس السابق، جورج بوش، وقام بعد ذلك بمحاولة قتل صديقته عبر طعنها في صدرها، لتحكم عليه المحكمة بالسجن المؤبد.
يشار إلى أن هذه القضية هي واحدة من بين ثلاث قضايا تتعلق بحرية الاعتقاد ستبحثها المحكمة العليا خلال الأيام المقبلة، بينها حق الأمريكيين المولودين في القدس باختيار تحديد بلد المولد على أنه "إسرائيل" أو "فلسطين" ودعوى أقامتها محجبة اتهمت فيها سلسلة متاجر بطردها من العمل لأسباب دينية.