ردا على بيل ماهر: مواقفك تنم عن عنصرية... لديك مشكل مع الإسلام

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
ردا على بيل ماهر: مواقفك تنم عن عنصرية... لديك مشكل مع الإسلام
Credit: GETTY IMAGES

بقلم دن عبيدالله (محام سابق وكاتب عمود في ذي ديلي بيست. كما أنه مخرج مشارك للوثائقي "المسلمون قادمون". وما يرد في مقالة الرأي يعبر حصرا عن رأيه ولا يعكس وجهة نظر CNN)

تحوّل بيل ماهر من رجل شهير بكره الأديان، إلى آخر سيئ ذكره بكره دين مخصوص هو الإسلام.

ولقد لفت الحوار بينه وبين النجم بن أفلك الأنظار بالردود المفحمة التي دافع بها بن أفلك عن الإسلام والمسلمين والتي تضمنت أيضا انتقادا لبيل ماهر بشأن عنصريته.

لكن مواقف بيل ماهر بشأن الإسلام ليست جديدة. فلقد استرعى انتباهي مشكل بيل ماهر مع الإسلام منذ عام 2010 عندما قال في برنامجه "الاسم الشهير في بريطانيا العظمى هو محمد. فهل أنا عنصري إذا شعرت بأن هذا الأمر يثيرني. لأنه، ليس علي أن أعتذر، إن أنا لم أرغب في يتجاوز الإسلام العالم الغربي في 300 عام؟"

لم يكن ذلك بسبب ما يعرف بكونه "إسلاما متشددا" بل إن ماهر بدا قلقا بشأن عدد المسلمين المستمر في التزايد. ولو عدنا إلى 2012، عندما فتح ماهر موضوع سوء معاملة المرأة في بعض الدول الإسلامية، وهو موضوع يستحق على اية حال النقاش.

لكن ماهر اختار عدم الالتزام بالوقائع، وبدلا من ذلك، عرض ما يعتبره دليلا يدعم رؤيته قائلا ما معناه "تحدث إلى أي امرأة واعدت شخصا عربيا. لقد كانت النتيجة دائما غير جيدة." وأنا أقول له إنّ والدتي وأصلها من صقلية، لم تواعد فقط رجلا عربيا، بل إنها تزوجته وبجميع المقاييس كانت النتائج جيدة جدا."

لقد استمر ماهر في عرض نماذج مقولبة تتعلق بشعب كامل استنادا إلى دليل ضعيف. فلقد قال الشهر الماضي، "إنه من الحمق الاعتقاد بأن الإسلام ليس أكثر عنفا من بقية الأديان، كما أه سخر من الرئيس أوباما عندما اعتبر أنّه لا علاقة لتنظيم داعش بالإسلام.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، عرض لنا ماهر في برنامجه دعوات من أجل جمع الليبيراليين لمواجهة الإسلام. ولدعم رأيه، تحدث عن ظاهرة ختان الإناث في كل من الصومال ومصر.

وأنا أوافق ماهر على كون ختان الإناث أمر مرعب ولكن مثلما أشار إلى ذلك رضا أصلان على CNN فإنّ الأصل أن تلك الظاهرة تعود جذورها للثقافة الإفريقية وليس للإسلام، ويكفي أن نشير إلى أن الدول الإفريقية ذات الأغلبية المسيحية تشهد أيضا نفس الظاهرة. وفي الواقع فإنّ الظاهرة تعد نادرة في الدول الإسلامية خارج إفريقيا.

كما واصل ماهر جهاده الشخصي بادعائه أنّ الإسلام مثل المافيا بحيث ربما تقتل لو قررت تغيير ديانتك. ثم عرض أرقاما من استطلاع مركز "بيو" أشارت إلى أنّ 90 بالمائة من المصريين يدعمون عقوبة الإعدام للخارجين عن الإسلام. وهنا لست متأكدا من المصدر الذي اعتمده ماهر، ولكنني اطلعت على الاستطلاع واكتشفت أن الرقم لا يتجاوز 64 بالمائة، ورغم أنه مازال رقما عاليا إلا أنه ليس 90 بالمائة. والأهم من ذلك، أن مصر لا تعني ضرورة العالم الإسلامي، فمصر هي واحدة من 47 دولة غالبيتها مسلمة.

فنفس الاستطلاع خلص في تركيا التي تضم تقريبا نفس عدد المسلمين مثل مصر، لم يكن عدد الداعمين لقتل من يخرج عن الإسلام سوى اقل من 5 بالمائة. كما أنه تغافل عن كون 13 دولة مسلمة تفرض عقوبات في هذا الموضوع فيما لا تفعل مثلها 34 دولة مسلمة أخرى.

إذن ما الذي يعرّف الإسلام حقيقة؟ بالنسبة إلى ماهر، فهو أسوأ المعتقدات. وهذا أمر يمكنك توقعه من شخص من أقصى اليمين المتشدد وليس من ليبيرالي. واعتبر الكاتب نيكولاس كريستوف، من صحيفة نيويورك تايمز، أنّ تصريحات بيل ماهر تشير نوعا ما إلى الكيفية التي يتحدث بها عنصري أبيض بشأن الأفارقة الأمريكان.

وأنا أعتقد أنّ كريستوف كان محقا وأستغرب كيف لم يتفطن ماهر لذلك. ومن دون شك فأنا أدعم النداءات والحملات من أجل تغيير القوانين والقيام بإصلاحات في دول إسلامية، ولاسيما في ميادين تتعلق بحقوق المرأة، وحقوق الأقليات والمثليين، ولكن الإشارة إلى كون جميع المسلمين متشددين، ليس صحيحا. وأعتقد أنّه على الليبيراليين والمؤمنين بقيم الحرية أن لا يتغاضوا عن مواقف ماهر لأنها تعكّر من الأجواء التي أصبح المجتمع يعتبر فيها المسلم "آخر" وفي أسوأ الأحوال عدوا. وليس لكون بيل ماهر تقدميا في بعض المسائل، فإنّ ذلك يشفع له أخطاؤه في هذا المجال.