"عيب عليك يا مونيكا لوينسكي"

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
"عيب عليك يا مونيكا لوينسكي"
صورة تظهر الرئيس الأمريكي السابق، بيل كلينتون، والمتدربة بالبيت الأبيض حينها، مونيكا لوينسكي عام 1998، وقد استخدمت هذه الصورة كدليل أمام لجنة استماع المونغرس للعلاقة العاطفية التي جمعت بينهما.Credit: getty images

كاتب المقال: تيموثي ستانلي، مؤرخ وكاتب مقال لصحيفة "Britain's Daily Telegraph"، ومؤلف الكتاب الجديد "Citizen Hollywood: How the Collaboration Between L.A. and D.C. Revolutionized American Politics.". (الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر لـ CNN )

إن العبارة الوحيدة التي تخطر في البال عند التفكير بمونيكا لوينسكي، هي "العيب"، فبعد 16 عاماً من فضيحة علاقتها الغرامية بالرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، عادت وبضوء أخضر في حملة لمحاربة المضايقات الإلكترونية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعتبر نفسها من خلال الحملة "المصابة الأولى."

لننسى الحقيقة الكامنة بأنها لم تكن الضحية الأولى في فضيحة علاقة كلينتون مع زيبيرغيت (أشعر بالأسف على زوجته هيلاري) ولننسى بأنها شبهت نفسها بالمرضى، خاصة في وقت يتساقط فيه الموتى المصابون بالإيبولا.

الأمر الذي يدعو إلى الكآبة بشكل أكبر هو أن لوينسكي، عند عودتها إلى الساحة العلنية، قالت إنها استوحت فكرة الحملة بعد أن تأثرت بقصة الطالب تيلور سيليمنتي الذي انتحر بعد انتشار فيديو له وهو يقبل شاباً آخر، وقد كان ضحية لكره المجتمع للمثليين ولاختراق في خصوصيته، ومن السخافة المقارنة بين موته وبين المشاكل التي تسببت بها لوينسكي لنفسها، بالإضافة إلى أنه مات عام 2010 وتوقيت ربط لوينسكي لقصتها بقصته مرتبط بهيلاري كلينتون أكثر من علاقته بالقضية ذاتها.

وبالطبع فإن هذا سيتسبب بالإحراج لهيلاري كلينتون، فقد انضمت لوينسكي إلى تويتر مؤخراً، مما سيساعدها في نشر تعليقات غير مراقبة خلال مشاركة هيلاري في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، وتعليقاتها الغاضبة ليست خفية عند انتقادها للطريقة التي عوملت بها من البيت الأبيض والتي دمرتها في سبيل حماية بيل كلينتون (وهذه تعتبر وظيفة البيت الأبيض خاصة عند إقامتها علاقة عاطفية مع رئيس الولايات المتحدة وليس مدير بنك لم يسمع أحد به من قبل).

وهذا كله يمكنه أن يزود منتقدي هيلاري، سواء من اليمينيين أو اليساريين، بالحصانة، إذ لن يضطر اليمين إلى هدر مصادره بتذكير الناس حول الجانب الرديء لحكم عائلة كلينتون، ويمكن للوينسكي أن تفعل هذا بسهولة بالنيابة عنهم، ولن يضطر المعارضون الديمقراطيون في اليسار إلى عرض صورة آل كلينتون بأنهم عصابة تلعب بحياة الآخرين كيفما تشاء.

ومن الممكن أن لوينسكي استوحت الفكرة من حملتها الأخيرة بدعم من نجوم هوليوود، فلا شك بأنهم يعيشون في رعب من خوف انتشار صورهم الخصوصية أو المكشوفة عبر الإنترنت.

ولكن لوينسكي التي ستجلب بعض الحديث التلفزيوني ستتكلم فيه عن حرياتها الشخصية، لم تفكر بأخواتها من النساء، الزوجات المظلومات، تخيلي بأن زوجك قد ضبط متلبساً خلال خيانتك مع أخرى، وتخيلي بأن تفاصيل حياتك الزوجية أصبحت موضعاً للنقاش اليومي على قنوات التلفزيون، هل ستشعرين بالأسى لإعادة فتح هذه المواضيع بعد 16 عاماً من وقوعها؟ حتى لو كان الطرف الآخر ضحية بالفعل؟ ألا تملك هيلاري كلينتون الحق بالمضي وترك هذا كله في الماضي لتبدأ بإنشاء حياة سياسة بعيداً عن ماضي زوجها؟

تقول لوينسكي إنها تريد أن تقضي على "لعبة الشعور بالعيب"، لكنها تشكل مرشحاً مثالياً للترويج للعيب فيما تفعله الآن وبعد كل هذه السنوات.