سيدني، استراليا (CNN) -- حذرت شخصيات دينية إسلامية رفيعة المستوى في استراليا من خطر انتقال عدوى الاقتتال بين السنة والشيعة من الشرق الأوسط إلى استراليا، مشيرين إلى وجود حالة من التوتر المذهبي الشديد بالبلاد، خاصة بعد مهاجمة شيخ شيعي في استراليا خلال إحياء مراسم عاشوراء.
وقال جمال داود، أحد الشخصيات البارزة بين الشيعة في استراليا، إن المخاطر الراهنة في البلاد "كبيرة وستتفاقم أكثر" بعد إطلاق النار على الشيخ الشيعي وإصابته في كتفه بمدينة سيدني، مشيرا إلى أن الشيخ، ويدعى رسول الموسوي، خرج من المستشفى بعد تحسن وضعه الصحي.
وزعم داود أن الهجوم على الموسوي هو مجرد حلقة في سلسلة من الهجمات والتهديدات التي وجهها متشددون سنة إلى شخصيات شيعية في استراليا، متهما المهددين بأنهم من بين "المتعاطفين مع داعش" مضيفا أن مراسم عاشوراء الأخيرة شهدت مرور شبان بسياراتهم وإطلاق صيحات مثل "تحيا داعش" و"الشيعة كلاب" باللغة العربية.
وتحدث داود إلى CNN عن حوادث أخرى وقعت في البلاد خلال الأيام الماضية، ملقيا باللائمة على من وصفهم بـ"الوهابيين"، مشيرا إلى أنهم لا يهاجمون الشيعة بل والسنة الذين يعارضون توجهاتهم أيضا، وكذلك كل من قال إنه يدعم "التحركات الحكومية السورية والعراقية" على حد تعبيره.
من جانبه، أقر جميل ريفي، أحد الشخصيات البارزة في الوسط السني الاسترالي، بوجود حالة من التوتر المذهبي، مضيفا أن مستوياتها "غير مسبوقة" وأعاد السبب إلى "وحشية الحرب في سوريا وانجذاب الشبان السنة في استراليا إلى الانضمام لداعش" ولفت إلى أن تصاعد التوتر بدأ بعد عرض الجهادي الاسترالي، خالد شروف، الصور الشهيرة لنجله الصغير وهو يحمل رأسا مقطوعا الشهر الماضي.
من جانبه، حذر رئيس الوزراء الاسترالي، طوني أبوت، من مشكلة انتشار "ثقافة الموت" الخاصة بداعش، واحتمال تأثيرها على حادث إطلاق النار في عاشوراء، في حين لم تستبعد بعض التقارير الإعلامية أن تكون العملية جزءا من خلال شيعي داخلي بسبب قضية معروضة أمام القضاء، غير أن داود استبعد هذه النظرية، قائلا إن ذلك الخلاف متروك للمحكمة ولا يمكن أن يتطور إلى العنف.