من مقال لآصف مندوي ودين عبيدالله كتباه خصيصا لـCNN، آصف هو كبير محرري الشؤون الإسلامية في برنامج "ذا ديلي شو" أما دين فهو محام سابق وكاتب في موقع "ذا ديلي بيست." الآراء الواردة في المقال تعود للكاتبين ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر CNN.
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- عندما اتصل آصف مندوي بوالده ليخطره بأن الإعلامي الأمريكي الساخر، جون ستيوارت، اختاره ليصبح كبير محرري الشؤون الإسلامية لصالح برنامجه المعروف "ذا ديلي شو" رد والد آصف قائلا: "كيف يمكن لستيوارت توظيفك وأنت لا تحسن حتى قول السلام عليكم؟"
وسارع والد آصف إلى مخاطبة ابنه قائلا: "إذا سألك ستيوارت عن أي شيء يتعلق بالإسلام فلا تنبس بكلمة، وسارع إلى الاتصال بوالدتك، فهي تعرف الكثير عن هذه الأمور، وإلا فإنك ستحرج عائلتك كلها من أمريكا إلى مومباي.. بالمناسبة.. أنا فخور بك، ومبارك له المنصب الجديد."
في الواقع، لم يكن آصف يجهل كل شيء عن الإسلام، ولكنه عند توظيفه عام 2006 لم يكن على ارتباط عميق بتراثه الديني، والأمر المثير للدهشة أنه بعد سنوات على العمل معا، تمكن ستيوارت من تحويل آصف إلى شخص يدرك ما هو الإسلام، وفي الواقع، فقد تمكن من فعل ذلك لكلينا.
لم يكن ستيوارت بالطبع يعتزم أن يزيد من التزامنا الديني، فلم نكن ندخل المكتب مثلا لنجده جالسا وبيده القرآن وهو يطلب منا تعلم ديننا، هو لم يحولنا إلى مسلمين بالمعنى الديني للكلمة، فعلى غرار الملايين من المسلمين، نحن مرتبطان بالإسلام بالمعنى الثقافي أكثر من المعنى الديني، لكن العمل على تغطية المواضيع التي تهم المسلمين في برنامجه هي التي عمقت معرفتنا بالدين، وهذا ما تناوله آصف في كتابه الجديد "نو لاندز مان."
ففي إحدى المرات، أرسلنا ستيوارت إلى ولاية تينيسي من أجل تغطية قضية جدلية تتعلق ببناء مسجد، وهناك قابل آسف سيدة معارضة للمشروع قالت له إن "واحدا من بين كل خمسة مسلمين هو إرهابي"، وحاول آصف دحض صحة هذه المقولة، ولكنه إزاء تعنتها رد عليها بسخرية قائلا: "حقا؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا نستغرق كل هذا الوقت؟" (يعني للفوز بالحرب.)
وفي حادثة أخرى، كنا في "ذا ديلي شو" قد أطلقنا فقرة حول يوميات عائلة مسلمة، أسميناها "ذا قصبي شو" تيمنا ببرنامج "ذا كوسبي شو"، وقد شكك أحد المشاهدين ذات مرة بمصداقية الفقرة في عرضها لحياة المسلمين، وعندما سأله آصف عن الطريقة التي يقترحها لزيادة "مصداقية" العمل رد بالقول: "ما رأيك لو أننا جعلنا للعائلة قريبا إرهابيا يعيش في قبو البيت مع عنزة؟"
هذه التجارب حولت آصف إلى "متشدد" من نوع آخر، أو كما يحب أن يصف نفسه في كتابه "جهادي السخرية"، وكلما كان آصف يواجه التعليقات الجاهلة أو المحملة بالكراهية كان يزداد ثقة بأنه مسؤول عن محاربتها بصواريخ السخرية.
أما بالنسبة إلى دين، فقد وافق ستيوارت على الظهور في الفيلم الوثائقي الذي عمل على إخراجه بالاشتراك مع نيجان فرسد تحت عنوان "المسلمون قادمون" والذي يتناول بطريقة ساخرة موجة العداء للمسلمين، وتنبع أهمية مشاركة ستيوارت بأنه كان الظهور السينمائي الأول له منذ سنوات طويلة، إلى جانب أن حضوره سهل كثيرا مهمة العثور على تمويل.