واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قال جيرمايا أوكيفي، المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض، إن التسجيل الأخير لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خطير للغاية، إذ يحمل بذور حرب دينية ضد المسيحية بإظهاره السيطرة على روما وأوروبا وأمريكا، مشيرا إلى أن دولا سنية - بينها السعودية – ترغب برؤية التنظيم وهو يضرب الدول المتحالفة مع إيران.
وقال أوكيفي، في مقابلة مع CNN حول التسجيل الأخير لداعش الذي بث عبره مشهد إعدام الرهينة الأمريكي، عبدالرحمن كاسيغ: "تبلغ مدة التسجيل 16 دقيقة، فيه دقيقة واحدة لمشهد الرأس المقطوع وسائر الوقت مخصص لقضية البيعة، أي قسم الولاء والاتباع لزعيم داعش، أبوبكر البغدادي، الذي ورد من جماعات في شمال أفريقيا وسيناء."
وأضاف: "ضفأضالكن المذهل في التسجيل هو الخريطة التي تظهر فيها روما وقد سقطت بيد التنظيم، وانتشار سيطرته في أوروبا وفي أمريكا أيضا، وكذلك شرقا نحو الصين، وبالتالي ما نحن أمامه هنا هو إعلان لحرب عالمية وهناك تركيز كبير على المسيحية، ما يعني أننا حتما أمام حرب دينية الآن."
وعن المدى الذي يجب على الدول الغربية والصين معه أخذ هذه التهديدات على محمل الجد قال أوكيفي: "لقد شاهدنا هذا الأمر من قبل مع تنظيم القاعدة عندما وجد لنفسه ملجأ في أفغانستان، وهذا ما نواجهه هنا اليوم، ولكن بخلاف القاعدة، فإن داعش لديه ثروات كبيرة من عائدات النفط الذي سيطر عليه ونجح ببيعه في الأسواق، لذلك من المؤسف أن نقف اليوم وفي هذه المرحلة من التاريخ ونحن نشعر بالقلق حيال إمكانية أن يمتلك التنظيم سلاح دمار شامل يجعل من هجمات سبتمبر تبدو وكأنها لعب أولاد."
وحول سبل المواجهة، دعا المستشار الأمريكي السابق إلى وجود اعتماد استراتيجيات متعددة وعلى مدار سنوات طويلة للأسف مضيفا: "للأسف هناك حربا طائفية مندلعة داخل الإسلام نفسه، وهذا أمر ينمو بشكل ذاتي بين المسلمين، ولكنه يبدو وكأنه يشبه حرب الـ30 سنة التي اندلعت في أوروبا قبل قرون، ولا يمكن لأمريكا الاعتماد هنا على اللاعبين بالمنطقة."
ولدى الطلب منه توضيح فكرته حول صعوبة الاعتماد على دول المنطقة قال أوكيفي: "أنا أؤمن بأن الدول السنية، مثل السعودية، تغض الطرف وتسمح بحصول ما يحصل من استهداف للدول الشيعية المتحالفة مع إيران، والتي تقف على جانب العداء مع السعودية، وقد سبق أن قيل هذا الأمر بوضوح في الكثير من المحافل. السعودية تؤكد تفكك دول مثل العراق وسوريا."
وأضاف: "ربما سينتظر السعوديون حتى يتراجع الموقف الإيراني ويضعف في المنطقة.. السعوديون أذكى منا بكثير. لدينا الرئيس الأمريكي السابق وخلفه الرئيس الحالي، وكلاهما تسبب بالكثير من الفوضى في المنطقة والمشكلة القائمة ستستمر لعقد أو عقدين."