ما الذي منع عائلتين من 15 شخصاً بينهم 7 أطفال من اللحاق برحلة "طيران آسيا 8501"؟

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
ما الذي منع عائلتين من 15 شخصاً بينهم 7 أطفال من اللحاق برحلة "طيران آسيا 8501"؟
Credit: Robertus Pudyanto/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)- البعض قد يصف الأمر بأنه "مجرد مصادفة"، وآخرون قد يرجعونه إلى "موهبة" توقع الأمور قبل حدوثها، إلا أن الكثيرين يؤكدون أنها وحدها "العناية الإلهية" هي التي أنقذت 15 شخصاً من عائلتين مختلفتين، من موت محقق.

فقد حالت "الظروف" دون أن يكون أفراد هاتين العائلتين، ومن بينهم سبعة أطفال، ضمن ركاب طائرة رحلة "طيران آسيا 8501"، التي تحطمت أثناء رحلتها من "سورابايا" بإندونيسيا إلى سنغافورة، صباح الأحد الماضي، وعلى متنها 162 شخصاً، منهم 7 من أفراد الطاقم.

إحدى العائلتين، تضم 10 أشخاص، لم يمكنها اللحاق بالطائرة بسبب نسيان أحد أفرادها مراجعة بريده الإلكتروني، حيث كانت هناك رسالة من "طيران آسيا" تفيد بأنه تم تقديم الرحلة ساعتين قبل موعدها المحدد، بعد محاولة الشركة الاتصال بأفراد العائلة عبر الهاتف، دون رد.

وكانت كريستيانواتي وشقيقها يعتزمان السفر إلى سنغافورة مع أسرتيهما، لقضاء عطلة العام الجديد، وفي اليوم المحدد للسفر توجهت الأسرتان إلى المطار للحاق بالرحلة التي من المقرر إقلاعها الساعة 7:30 صباحاً، إلا أن موظفي المطار أبلغوهم بأن الرحلة تم تقديم موعدها ساعتين.

وذكرت كريستيانواتي أن شركة الطيران حاولت الاتصال بهم يومي 15 و16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أي قبل يوم الرحلة بنحو أسبوعين، لإبلاغهم بتغيير موعدها، إلا أن أحداً لم يرد على الهاتف، فقامت الشركة بإرسال رسالة عبر البريد الإلكتروني لشقيقها، ولكنه أيضاً لم يقم بمراجعته.

ورغم أن شعوراً بالغضب انتاب أفراد الأسرتين بسبب تفويت الطائرة، إلا أنه بعد سماع نبأ اختفائها الغامض، اختلطت المشاعر لديهم، قلقاً على مصير الركاب وفرحاً أنهم ليسوا بينهم، وعبرت كريستيانواتي عن ذلك بقولها: "إنها إرادة الله ألا أكون أنا وأسرتي ضمن ركاب الطائرة."

عائلة ثانية مكونة من خمسة أفراد لم تلحق بالطائرة لسبب آخر، هو سوء حالة والد إنجي غوريتي، التي حجزت تذاكر لأسرتها على نفس رحلة "طيران آسيا" إلى سنغافورة قبل نحو تسعة شهور، إلا أنها قامت بإلغاء الحجز قبل يوم واحد من إقلاعها إلى مصيرها المحتوم.

ونظراً لمرض والدها وتعهد شقيقتها بالبقاء إلى جواره، فقد حجزت إنجي خمس تذاكر لها ولزوجها وأطفالهما الثلاثة، كريستوفر 10 سنوات، ونادين 7، وفليكس 5، وأنهت الأسرة استعداداتها للسفر إلى سنغافورة، وتحضير حقائب السفر، حتى ساعات قبل موعد الرحلة.

في ذلك الوقت تلقت إنجي اتصالاً من شقيقتها يفيد بأن الحالة الصحية لوالدهما، الذي يعاني من التهاب الكبد، قد ساءت مما استدعى نقله إلى المستشفى، الأمر الذي دفعها إلى مراجعة فكرة السفر، وقالت عن ذلك: "لقد انتابني ذلك الإحساس في قلبي، كنت أريد البقاء إلى جانب والدي."

وعلى الفور قامت بالاتصال بشركة الطيران لإلغاء الحجز، وهو الأمر الذي أثار سخط ابنها الأكبر كريستوفر، الذي كان يتطلع للسفر إلى سنغافورة، بل ووضع خططاً للرحلة تتضمن رحلة بحرية، والدخول إلى حديقة الألعاب المائية، ومشاهدة العروض البحرية في "سي وورلد."

وفي صباح يوم الأحد، تلقت العائلة سيلاً من الاتصالات من الأقارب والأصدقاء، الذين لم يكونوا قد علموا بإلغاء الحجز، وبعد الإعلان عن فقدان الاتصال بالطائرة، وفور علم أفراد الأسرة بتلك الأنباء انخرطوا جميعاً في البكاء، كما توجهوا في المساء إلى الكنيسة لأداء صلاة الشكر.

وعبرت إنجي عن نجاتها وأفراد أسرتها من أن يكونوا ضمن ركاب الطائرة، التي تأكد تحطمها وسقوطها في بحر "جاوة"، ومصرع جميع من كانوا على متنها، بقولها: "إننا ممتنون للغاية، الله حقاً عظيم"، وتابعت بقولها: "أعتقد أن الله أنقذنا ويحمينا، فما حدث معجزة بكل المقاييس."