أحمد الطيبي يكتب ... قراءة في جريمة باريس : ما بين الإسلام والاسلاموفوبيا

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
أحمد الطيبي يكتب ... قراءة في جريمة باريس : ما بين الإسلام والاسلاموفوبيا
مسلم في مسجد ببرلين، ألمانيا لأدء صلاة الجمعة حيث تلقى الخطبة باللغة التركية 9 يناير/ كانون الثاني 2015 Credit: Photo by Sean Gallup/Getty Images

 

هذا المقال كتبه الدكتور أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، وما يتضمنه من أفكار ومعلومات يعبر عن رأيه ولا يعكس بالضرورة رأي شبكة CNN.

(CNN)--  الإرهابيون القتلة هم المسؤولون أولاً عن جريمة قتل الصحفيين في باريس وليس الإسلام. ففي الولايات المتحدة جرت عشرات الجرائم البشعة بنفس الطريقة، رشاش أوتوماتيكي وقتل جماعي وأُتِهم المنفذ فقط بانه إرهابي وليس ديانته أياً كانت.

أما الاعلام الإسرائيلي فسارَع لذِكر أن أحد الضحايا هو رسام يهودي وأغفَل حقيقة أن ضحيةً أخرى وهو الشرطي هو مسلم.

إن ما نشرته مجلة الرسومات الكاريكاتورية التي نُفذت فيها الجريمة لا يدخل في باب حرية الرأي المقبولة، وإنما تحريض على الأديان والرموز الدينية ( لجميع الاديان)، وبالرغم من ذلك فمواجهة ذلك لا تتم بالقتل والعنف والإرهاب . هذا كريه ومرفوض اخلاقياً ودينياً ومبدئياً.

لقد تزامنت الجريمة مع رسومات تسيء لداعش والبغدادي وليس مع الإساءة للرسول الكريم والتي حصلت قبل عدة سنوات.

فالمجرمون قتلوا الشرطي المسلم بدم بارد خارج المبنى وهو لا علاقة له بالرسومات إياها.

هؤلاء الإرهابيون التكفيريون كانوا أحبّة الغرب من أجل استعمالهم ضد آخرين لا يتماشون مع الغرب ومشاريعه الكولونيالية والتقسيمية للوطن العربي والأمّة العربية والإسلامية.

وكانت هناك بطبيعة الحال صدمة ، والصدمة خدعت جزءاً من المسلمين وجعلتهم يصدقون رواية أن العملية هي فعلاً "انتقام لرسول الله"، وأنستهم أن العملية هي انتقام من المسلمين في فرنسا وفي الغرب والذين تنتظرهم أيام صعبة مليئة بجرائم الإسلاموفوبيا والكراهية من قبل فئة كبيرة من غير المسلمين الذين سيقعون تحت تأثير الصدمة وسيصدقون أن المسلمين يتبنون العملية وأن العملية كانت إسلامية وفق مبادئ الإسلام ولأجل الإسلام.

وفعلا لقد حدثت اعتداءات على عدة مساجد في فرنسا في أعقاب الجريمة والخوف ينتاب مسلمي فرنسا وأوروبا عامة.

ماريو لوبين زعيمة اليمين سارعت للقول إن المسؤول هو المجرم الذي نفذ الجريمة وليس المسلمين جميعاً، بينما اليمين الإسرائيلي اليهودي وخاصة نفتالي بنت، سارع للرقص على دماء الفرنسيين والغمز من جهة الإسلام والمسلمين والشماتة لما جرى للفرنسيين.

الإسلاموفوبيا هي ليست مجرد ظاهرة اجتماعية وإنما لاسامية خالصة، لنكرر دائماً : الإسلاموفوبيا هي لاسامية

أنا لست شريكاً ولا يمكن ان نكون شركاء في حملة التضامن مع تلك المجلة، " شارلي إيبدو"  ، وهي التي أطلق عليها حملة "أنا شارلي" لأنهم يحتقرون ديني بالرغم من رفضي المطلق واستنكاري للجريمة الفظيعة.

انا مع حملة  "أنا محمد". ‫

نستنكر الجريمة النكراء ونتعاطف مع عائلات القتلى الضحايا مسيحيين ويهود ومسلمين لأننا نحمل قيم الإنسانية ونقدس الحياة لجميع ابناء البشر. قلبي مع مسلمي فرنسا وأوروبا..

رحم الله الإمام الغزالي ..ورحم الله الشيخ أحمد ديدات بحديثهم عن مسلمين يشوهون الإسلام ويبعدون الناس عنه.

نذكر بأن هذا المقال كتبه الدكتور أحمد الطيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير، وهو يعبر عن رأيه ولا يعكس بالضرورة رأي شبكة CNN.