أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- من هاتف مهرب تحت سرير أحد طالبي اللجوء السياسي في دولة بابوا غينيا الجديدة، تنطلق رسالة من سجن في جزيرة مانوس يقول فيها أحد الرجال الذي طلب عدم ذكر اسمه: "إن طلب لجوء سياسي ليس جريمة .. نحن في سجن مانوس."
ومع صعوبة التواصل مع أكثر من 700 طالب لحق اللجوء السياسي في الدولة التابعة تراودت أخبار عن مواصلتهم لإضراب عن الطعام منذ تسعة أيام، وذلك احتجاجاً على نقلهم إلى بابوا غينيا الجديدة حيث يتم نقل المهاجرين غير الشرعيين القادمين إلى أستراليا بالقوارب.
وذكرت منظمة العفو الدولية عدم قدرتها على تأكيد المعلومات الواردة من الماكثين بالسجن، وسط تنوع بين الآراء بين الحكومة وبين المنادين بحقوق الإنسان، إذ صرح مسؤولون من الحكومة بأن طالبي اللجوء السياسي يمكنهم أن يغادروا السجن بأي وقت، وأن يعودوا إلى أفغانستان أو العراق أو من حيث جاؤوا، في الوقت الذي يشير فيه هؤلاء المهاجرون إلى أنهم لا يقدرون على مغادرة السجن وسط تهديدات تلقوها بالقتل من سكان المجتمع المحلي، ولا يمكنهم أيضاً العودة إلى بلادهم.
وأشارت حكومة بابوا غينيا الجديدة إلى أن عدداً من الرجال المسجونين يعانون من تدهور بحالتهم العقلية والنفسية، مما أدى إلى تسببهم بالأذى لأنفسهم، إذ أكدت الحكومة حالات خيط فيها رجال أفواههم وآخرون تناولوا مسحوق غسيل وآخرون قاموا ببلع قطع من شفرات حادة، في الوقت الذي لم تكشف فيه السلطات عن عدد الأشخاص الذين تلقوا رعاية طبية.
وفي زيارة لعضو مجلس الشيوخ الأمريكي، هانسون يونغ، عام 2013 قالت فيها إن العداء تجاه هؤلاء المهاجرين "شديد" وقالت إن "المواطن المحلي يكسب 4.50 دولار في ساعة العمل الواحدة، بينما يقبض المهاجر 45 دولاراً في الساعة"، معللة بأن ذلك يمكن أن يكون السبب في هذا العداء، مضيفة بقولها إن: "السكان المحليين يظنون بأن هؤلاء المهاجرين قدموا بسبب ارتكابهم جرائم في بلادهم."
يأتي هذا الجدل الكبير بعد أن شهدت جزيرة مانوس أعمال شغب تلت قتل إيراني اسمه رضا بيراتي، 23 عاماً، قبل 12 شهراً بسبب "الضرب المبرح" وفقاً لتقرير صادر عن الحكومة، وقد أغلق مركز الاحتجاز في الجزيرة بعد الكثير من الانتقادات ليعاد افتتاحه في نوفمبر/تشرين ثاني عام 2012.