واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- يؤرق انضمام شبان من أمريكا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، أجهزة الاستخبارات الأمريكية، التي تعمل على مدار الساعة لمنع انخراط مواطنيها في صفوف التنظيم المعروف إعلاميا بـ"داعش، الذي يركز بقوة على تجنيد النساء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتنامي المخاوف من تهديدات قد تمثلها "الذئاب المنفردة."
وقال مايكل ستاينباك، رئيس مركز العمليات والمعلومات الاستراتيجية التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالية "اف بي أي" في مقابلة حصرية مع CNN: "معدل تجنيد النساء من قبل داعش يفوق بكثير ما رأيته في أي منظمة إرهابية أخرى.. شاهدنا من تجنيد نساء مقاتلات – مجموعات نسائية متخصصة بالقتال – وأخريات أتين لدعم المقاتلين الأجانب عن طريق الزواج بهم."
وأقر المسؤول الاستخباراتي، الذي يقود جهودا مضنية لمراقبة أي تهديدات للأراضي الأمريكي، بصعوبة رصد ومراقبة الأمريكيين المتوجهين للخارج لغاية الانضمام إلى منظمات إرهابية، مضيفا: "يقلقني أمر أفراد تلقوا تدريبات ولا نعلم بهم.. نعرف ما نعلمه، لكن هناك أعداد أكبر لا ندري عنها."
ويتخوف الغرب من "الذئاب المنفردة" – وهم أفراد متأثرون بالفكر الراديكالي دون انتمائهم لأي من الحركات الإرهابية ، هم يحملون جوازات سفر أوروبية، وقد يشنون هجمات بالداخل، على ضوء هجمات باريس في يناير/كانون الثاني الفائت
وأعرب ستاينباك عن قلقه من تلك "المجموعات الإرهابية الصغيرة"، وردا على سؤال عما إذا هناك أي تواجد لـ"الذئاب المنفردة" داخل الولايات المتحدة قال: "هناك أفراد على اتصال بحركات مثل داعش لديهم الرغبة بشن هجمات وهؤلاء يعيشون حاليا بالداخل."
وحذر من التقليل من أهمية "الخلايا النائمة" باعتبارها "الأكثر تعقيدا" على حد قوله: "من جانب لدينا فرد أو أفراد عادوا للوطن بعد تلقي تدريبات الخارج لشن هجمات، وفي الجانب الآخر، هناك من لم يغادر الوطن مطلقا، لكنه استلهم فكرة تنفيذ هجمات.. التهديد الحقيقي يكمن ما بين الطرفين."
وحذر من التحديات المتمثلة في مواقع التواصل الاجتماعي بالإنترنت المستخدمة من قبل الجماعات الإرهابية لجذب كوادر جديدة للانضمام إلى صفوفها أو تحفيز "ذئاب منفردة" على شن هجمات، مضيفا: "شهدنا في المنتديات والمواقع الإلكترونية دعوات تحريض للذئاب المنفردة لتنفيذ هجمات في بلادهم، باستخدام وسائل مختلفة، ليس بالضرورة بتقنيات معقدة، بل باستخدام ما هو متاح ومتوفر."
وتابع: "يمكنني الإضافة بأنهم يستخدمنها بنجاح، برصد، وتقييم، واستهداف أفراد خارج مناطق الحرب."
واردف: "لا نرغب ولا نملك حق التدخل في حرية التعبير لشخص، لكن عندما تتحول الآراء إلى خطاب عنف ومن ثم أفعال فهذا أمر مختلف."