لوس أنجلوس، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- يسيطر الشعور بالفزع على روميل ديفيد، فالرجل وأفراد أسرته لم يغمض لهم جفن منذ ما يقرب من أسبوع، ولم يمكنهم التوقف عن التفكير بشأن ما قد يجري في سوريا، التي تبعد آلاف الأميال عن منزلهم الواقع في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
مصدر فزع هذه الأسرة، وكما قال ديفيد، هو أن شقيق زوجته، الذي قدم إلى الولايات المتحدة مهاجراً قبل اربع سنوات، مع زوجته وابنتيه، تعرض للاختطاف من قبل مسلحي تنظيم "داعش"، مع العديد من أفراد أسرته، كان يعتزم إحضارهم إلى أمريكا، هرباً من ذلك "الجحيم" الذي تشهده سوريا.
الرجل البالغ من العمر 59 عاماً، والذي قرر العودة إلى سوريا قبل عامين، ليكون مع أفراد أسرته، ومساعدتهم في إجراءات الحصول على تأشيرات دخول للولايات المتحدة، تعرض للاختطاف مع 11 من أقاربه، عندما هاجم مسلحو "داعش" عدداً من القرى الآشورية في "الحسكة" هذا الأسبوع.
وعبر ديفيد عن مخاوفه بشأن مصير شقيق زوجته وأقاربه، بقوله لـCNN: "نحن نتوقع ما لا يمكننا التفكير به، إنه بالقطع أمر مريع"، وتابع قائلاً: "ما يجري هو هولوكوست جديد أمام أعيننا.. ليس هناك ما يمكننا القيام بعمله، ولكن على العالم أن يفعل شيئاً ما.. أرجوكم، أرجوكم.. القوى العالمية يجب أن تفعل أمراً ما من أجل كل هؤلاء الناس."
ووصف ديفيد شقيق زوجته وأقاربه بأنهم "مسيحيون متدينون"، مثلهم مثل غيرهم الكثيرين في قريتهم، كانوا يقومون بالزراعة، يعيشون حياة بسيطة، ولكنها شاقة على الأرض، قبل أن يتم اختطافهم من قبل مسلحي "داعش"، صباح الثلاثاء الماضي، في الحسكة بشمال سوريا.
وأشار ديفيد إلى أنه علم باختطاف أفراد الأسرة، بعدما اتصل أحد جيران عائلة زوجته، ولفت إلى أن المتصل رجل عجوز أقعده المرض، ولم يتمكن من مغادرة منزله حينما هاجم مسلحو "داعش" القرية، التي تبعد نحو 30 ميلاً عن الحدود التركية.
وبحسب مصادر في المعارضة السورية وحقوقية، فقد تمكن مسلحو التنظيم المتشدد من إحكام سيطرتهم على عدد من القرى الآشورية في محافظة "الحسكة"، وقاموا باختطاف نحو 262 من أبناء تلك القرى، غالبيتهم من المسيحيين، كما قاموا بإحراق عدد من الكنائس.
وتتزايد المخاوف من أن يلقى هؤلاء المسيحيين الآشوريين نفس مصير الأقباط المصريين، الذين ذبحهم مسلحو "داعش" في ليبيا الشهر الماضي، أو مئات الأيزيديين الذين تعرضوا لعمليات إعدام جماعية في منطقة جبل "سنجار" على الحدود بين العراق وتركيا.