في مقابلة نادرة وحصرية مع CNN.. مسؤول كوري شمالي: سنستخدم السلاح النووي إذا "اضطرتنا" أمريكا لذلك

العالم
نشر
5 دقائق قراءة
في مقابلة نادرة وحصرية مع CNN.. مسؤول كوري شمالي: سنستخدم السلاح النووي إذا "اضطرتنا" أمريكا لذلك
Credit: CNN

بيونغيانغ، كوريا الشمالية (CNN)-- كانت المفاجأة عندما أبلغنا المسؤولون في كوريا الشمالية بالموافقة على منحنا مقابلة مع مسؤول كبير من الدائرة الضيقة لمؤسسة الحكم في كوريا الشمالية، وبدون شروط مسبقة.

المسؤول البارز في بيونغيانغ لا يجري مقابلات في العادة، وخصوصا مع الصحافة الأجنبية وقال بارك يونغ تشول بصراحة "أنني لا أحب الحديث مع وسائل الإعلام الأجنبية." وذلك عندما كان يصافحنا قبل اللقاء، وقال بأننا نبث الشائعات والأخبار الملفقة حو بلاده.

ويشغل بارك منصب نائب مدير معهد كوريا الشمالية  للأبحاث، حول إعادة الوحدة، الذي يعتقد بأن له ارتباط قوي مع أعلى المستويات في الحكومة الكورية الشمالية.

وبالرغم من شعور الارتياب لديه، جلس للحديث معنا تحت الصورة المعلقة في كل مكان لرؤساء كوريا الشمالية السابقين الكوري الشمالي الأسبق كيم إيل سونغ، وكيم جونغ إيل، وقد استغرق الحديث معه نحو ساعتين، ولم يكن هناك أي قيود بشأن الموضوعات المطروحة.

كان التوجيه الوحيد الذي تلقيناه هو كسر الأسلوب التقليدي المتبع في مقابلات CNN والذي يعتمد على وضع كرسيين مقابل بعضهما، حيث كان بالإمكان الجلوس على طاولة ضخمة في قاعة اجتماعات بحيث كانت صورتا كيم أيل سونغ وكيم جونغ إيل تظهران في الخلفية وراء بارك مباشرة، وقد وافقنا على ذلك، حيث شرح لنا المرافق الحكومي رمزية ظهور القادة العظام فوق الرأس، وأهمية ذلك في بلاده.

وبسرعة دخلنا في صلب الموضوع، مبتدئين بالسؤال عن التقارير الأخيرة من وكالة الاستخبارات في كوريا الجنوبية، التي أفادت بأن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون شخصيا أمر بإعدام نحو 15 مسؤولا حتى الآن خلال هذا العام. فأحاب على الفور بأنه "افتراء خبيث" وأضاف "خاصة وهم يحاولون ربط الاتهامات ضدنا بالزعيم العظيم قائدنا المارشال كيم جونغ أون.

ولكنه لم ينكر حدوث عملية الإعدام لأولئك الذين حاولوا الإطاحة بالحكومة أو قلب النظام "من الطبيعي لأي دولة أن تلاحق العناصر المعادية وتعاقبهم وتعدمهم."

انتهاكات حقوق الإنسان

وبالرغم من آخر التقارير الصادرة عن الأمم المتحدة التي تتهم كوريا الشمالية بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، والإعدامات، والتجويع والتعذيب في شبكة من معسكرات الاعتقال الوحشية، أنكر بارك وجود مثل تلك المعسكرات، وقال بأنه يوجد هناك مراكز إصلاح للمجرمين العاديين، ومعسكرات الاعتقال السياسية ببساطة غير موجودة وبحسب قوله فإن "مجتمعنا هو مجتمع بدون خصومات سياسية أو أحزاب أو انقسامات سياسية، ونتيجة لذلك فإنه ليس لدينا هذا النوع من "السجناء السياسيين".

وطبقا ل بارك، فإن هذه الاتهامات تأتي من قبل المنشقين الذين يتم إغواؤهم أو إرغامهم من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية "البعص ممن يسمون منشقين هم مجرمون هربوا من بلادهم، وقد ارتكبوا جرائم ضد الدولة هنا، ولهذا السبب هربوا." وأضاف أنهم "هم الآن في كوريا الجنوبية، ويقومون بشجب الحكومة لأنه ليس لديهم خيار آخر". ومن وجهة نظره فإنه ليس هناك مقياس واحد لتطبيق حقوق الإنسان في كل دولة.

وقال بارك "إذا أردت الحديث عن حقوق الإنسان في بلدي، فسأتحدث عن حقوق الإنسان في الولايات المتحدة" وأضاف "لديكم عنف عرقي اندلع بعد مقتل العديد من الأشخاص السود على يد الشرطة، ولديكم سجون مليئة بالمعتقلين، واستخدمت وسائل حديثة في التعذيب" وواصل بارك حديثه بالقول "الرئيس الأمريكي والمسؤولين الآخرين الكبار في الإدارة أقروا بأن هناك أشكال حقيقية من العقاب للسجناء.

الخيار النووي

وبالرغم من العقوبات، ترى كوريا الشمالية بأنه لا خيار سوى السعي في مواصلة برنامجها النووي، وزعم بارك بأن بلاده في الواقع تمتلك قدرات صاروخية، لضرب الأراضي الأمريكية، مؤكدا أنهم سيفعلون إذا اضطرتهم الولايات المتحدة لذلك، وهي استراتيجية مكلفة ولكنها ضرورية حسب اعترافه "لقد استثمرنا الكثير من المال في دفاعنا النووي لمواجهة التهديد الأمريكي، مبالغ كبيرة كانت تنفق على القطاعات الأخرى، لتطوير اقتصادنا القومي، ولكن هذا القرار الاستراتيجي هو القرار الصائب." والهدف التالي هو الاقتصاد.

وأضاف المسؤول الكوري الشمالي "نحن قوة سياسية رئيسية، أيديولوجيا وعسكريا" مشيرا إلى أن الهدف الأخير الباقي لنا هو أن تكون كوريا الشمالية قوة اقتصادية".

ولكن من أجل تحقيق هذا الهدف، يجب على كوريا الشمالية أن نقوم بتطوير العلاقات مع المجتمع الدولي، وفي ظل انعدام الثقة بها ورفض بيونغيانغ نزع سلاحها النووي، لا يبدو أن هناك مسارا واضحا للمضي قدما.