طهران، إيران (CNN) -- مع اندلاع المواجهات في مدينة مهاباد الإيرانية التي تقطنها غالبية كردية عاد التساؤل حول تاريخ الأكراد في إيران، وخاصة في تلك المنطقة التي شهدت قيام جمهورية كردية لم تعش طويلا إذ سرعان ما دخلت القوات الإيرانية إليها لتنهي تلك المرحلة بإعدام رئيسها قاضي محمد، الذي تحول إلى رمز وطني كردي.
وقد اندلعت المواجهات في مهاباد بعد شيوع أنباء عن انتحار إحدى الفتيات الكرديات في المدينة، فرارا من محاولة اعتداء عليها على يد عنصر أمني إيراني، وهو أمر لم تؤكده السلطات الإيرانية بشكل رسمي، ونشر الناشطون الأكراد عدة صور للمواجهات في المدينة ولإحراق صور القيادات الإيرانية.
وعاشت جمهورية مهاباد الكردية لأقل من عام خلال الفترة ما بين 1946 و1947، وذلك بتأثير أجواء فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إذ دخل الحلفاء إلى إيران عام 1941، وسيطر السوفييت على أجزاء من شمال إيران معززين فرص قيام كيانات مستقلة في المنطقة، فقامت دولة أذربيجانية بقيادة جعفر بيشواري، في حين أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة قاضي محمد قيام جمهورية مهاباد الشعبية الديمقراطية عام 1946 وعاصمتها مهاباد.
وبحسب دراسة لإسماعيل حصاف حول تاريخ مهاباد، فقد قدمت الحكومة الإيرانية وبدعم المعسكر الغربي عام 1946 شكوى إلى هيئة الأمم ضد الاتحاد السوفياتي متهمة إياها بالتدخل في شؤونها الداخلية وعدم تنفيذ بنود معاهدة 1942 بالانسحاب من إيران، وبعد مفاوضات عسيرة استمرت لأسابيع انسحبت القوات السوفيتية من المنطقة.
ووجهت إيران بعد ذلك حملة عسكرية إلى المناطق الكردية لفرض سيطرتها عليها وقامت تلك الحملة باعتقال رئيس مهاباد، قاضي محمد، وشقيقه صدر، وعشرات من القيادات الكردية، ونفذت السلطات الإيرانية حكما بالإعدام بحق قاضي محمد في نهاية مارس/آذار 1947 في وسط مدينة مهاباد نفسها.
وبعد سقوط مهاباد، واصل البارزانيون بقيادة مصطفى بارزاني (والد رئيس إقليم كردستان العراق الحالي، مسعود بارزاني،) الذي كان رئيسا للأركان في حكومة مهاباد قتال القوات الإيرانية، قبل أن يعود مصطفى بارزاني ليدخل الأراضي السوفييتية التي ظل فيها حتى عام 1958، عندما عاد إلى العراق.
ويشير موقع "السكينة" الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية إلى أن إحصاءات عام 2006 تشير إلى أن الأكراد يشكلون قرابة سبعة في المائة من السكان، أو ما يزيد عن ستة ملايين نسمة، يعيش معظمهم في محافظات مهاباد وکردستان وکرمانشاه وإيلام وهمدان ولورستان.
ويضاف إلى البعد القومي في قضية مهاباد بعد آخر مذهبي، إذ ينتمي معظم الأكراد في إيران إلى المذهب السني، ما جعل المشكلة مضاعفة بالنسبة إليهم على أكثر من مستوى. وتواصل حركات كردية مسلحة نشاطها المناهض لطهران في المنطقة، على رأسها حزب "الحياة الحرة" الذي تتهمه إيران بالإرهاب.