نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- مع توسع الرقعة الجغرافية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا بـ"داعش،" وازدياد مشاهد القتل والدمار المرتبطة به، أصبح مستقبل المنطقة والاستراتيجية التي تتبعها الولايات المتحدة وحلفاؤها لمحاربة هذا التنظيم من أكثر المواضيع المثير للقلق حول العالم.
محلل شؤون مكافحة الإرهاب لقناة CNN ومسؤول وحدة مكافحة الإرهاب السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA فيليب مود راقب الأحداث الأخير، وقام بإجابة مجموعة من أسئلة متابعي الـCNN على فيسبوك حول استراتيجية محاربة هذه الجماعة الإرهابية، وفيما يلي أبرز الأسئلة والأجوبة.
أولا: لماذا لا تؤيد عدة من الدول القيام بنشاط عسكري شامل للقضاء على داعش؟
مود: عمليات مكافحة التمرد لا تنجح على المدى البعيد إلا عندما تشعر الحكومة في الدولة المعنية بالمسؤولية لحل المشكلة داخلياَ. ستتوقف المساعدات الخارجية في مرحلة معينة، وعلى العراقيين تحمل المسؤولية.
ثانيا: لماذا لا تتلقى الولايات المتحدة مساعدة من دول أخرى لهزم داعش؟
هناك دول أخرى تساعد الولايات المتحدة، لكن لدى أمريكا قدرات عسكرية هائلة، وعندما يتوفر عندك هذا النوع من القدرات يصبح لديك خيارات لممارسة قوتك خارجيا. الولايات المتحدة معنية جزئياً لأنها تمتلك قدرات تفوق أي دولة أخرى.
ثالثا: هل تعتقد أن إدارة أوباما غير مستعدة للتدخل بريّا خوفاً من ردة فعل سياسية عنيفة محلياً؟
يمكننا اتخاذ المنظور السياسي في التفكير بهذا الأمر، أو يمكننا دراسة مكافحة التمرد. العراقيون قادرون على الفوز بهذه المعركة، على عكس الولايات المتحدة. مكافحة التمرد لن تنجح في حال كانت الحكومة المحلية أضعف من أن تحارب.
رابعاً: من أين يأتي داعش بأسلحته؟
الكثير من الأسلحة مصدرها خزائن حكومية تمت السيطرة عليها. لكن الأسلحة ليست العامل الأساس هنا، بل القيادة، والأيديولوجية، والتجنيد، والإرادة التي يتمتع بها الجيش العراقي. كلها عوامل أكثر أهمية للحكم على هذه الحملة.
خامساً: لماذا لم تتمكن أمريكا من وقف تدفق الأموال التي تدعم داعش؟
أولاً، التنظيم قادر على توليد الأموال داخليا. على سبيل المثال، من خلال فرض الضرائب على المناطق التي يسيطرون عليها. أما إيقاف ضخ الأموال العالمي بشكل كامل هو أمر شبه مستحيل. لكن الأموال لن تجعل التنظيم يستمر. هو بحاجة للوصول إلى اتفاق مع السكان المحليين.
سادسا: لماذا تتعاطف برأيك أعداد متزايدة من الناس مع داعش؟
أولا بسبب رسائلهم الموجودة في كل مكان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. ثانيا بسبب موقعهم في سوريا وسهولة الوصول إليهم، وثالثا وجود التنظيم منذ فترة طويلة كافية لتوليد زخم عام. وهذا مزيج سيء من العناصر.
سابعاً: إذا سارت الأمور لصالح الولايات المتحدة في الأشهر الستة إلى السنة المقبلة، هل تعتقد أن داعش قد يُغلب في مثل هذا الوقت من العالم القادم؟
لا، لن يغلبوا في هذا الإطار الزمني. الذي يجب أن يحدث هو نهوض السكان المحليين. في الوقت الراهن، نحن نعتمد كثيراً على الحكومة.