المغرب، الرباط (CNN) --توفيت قبل يومين أشهر راهبة في مدينة ميدلت المغربية، الفرنسية جونيفييف برات، في كثير من الصمت، إذ لم تنشر خبر وفاتها إلّا بعض الصفحات على فيسبوك، رغم تضحياتها الكبيرة من أجل أطفال المدينة، وخدماتها العديدة للعمل التطوعي بالمنطقة.
وأكد محمد مهيب، أستاذ من هذه المدينة الصغيرة الموجودة بين سفوح جبال الأطلس المتوسط، خبر وفاتها على صفحته بفيسبوك، قائلاً: سأحتفظ على الدوام بصورة إنسانسة شجاعة، تعمل دون كلل، مبتسمة على الدوام. لقد تلقيت بكل ألم وفاة هذه الأخت التي أسست جمعية الأمل التي تشرّفت برئاستها لمدة 15 سنة".
وقد جرى اليوم السبت دفن الراهبة الراحلة، بحضور حوالي 50 أو 60 شخصًا، وقد قرأ عليهم الحاضرون المسلمون، سورة الفاتحة، ترحمًا على روحها، في موعد حضرت له راهبات المدينة اللائي لا يتجاوز عددهم ثمانية، ومجموعة من الرهبان الرجال.
وحسب معلومات منشورة في مدونة مهيب، فإن الراحلة قدمت إلى المغرب عام 1954، لغرض واحد هو التعليم وتربية الأطفال ونشر المعرفة. وقد عملت في مجموعة من المدن المغربية منها مكناس، الدار البيضاء، الرباط، ميدلت، كلميمة، وخريبكة.
وموازاة مع عملها في التدريس، كانت الراحلة تهتم لأبناء الفقراء وكانت تضحي بوقتها من أجل إنجاح مساراتهم الدراسية. كما أنها لم تتوقف عن نشر البسمة حتى مع تقاعدها عام 1990، إذ فتحت أقسامًا للدعم المدرسي، وفتحت خزانة أمام تلاميذ المدينة، كما أسست جمعية أمل عام 1996، لغرض مساعدة الأطفال في وضعية صعبة.
"كانت إنسانة طيبة وهبت حياتها لتعليم الأطفال.. امرأة جسدت المثال في نكران الذات. كانت تمثل لنا أمًا تربي، ومدرسة نهلنا منها أصدق القيم التي نحتاجها في الحياة. فقدانها يشكل خسارة كبيرة للمدينة وللجمعيات، فلم تدخر أبدًا جهدها للنهوض بأوضاع أطفال ميدلت" يقول زكرياء قماش، أحد أبناء المدينة.
ويضيف قماش لـCNN بالعربية: "لن ننسى كيف كانت تحتضننا نحن الفقراء وتنعشنا بحنانها حين يشتد لهيب الشمس وتفرغ المدارس من التلاميذ ويهرع أطفال الأسر الميسورة إلى الشواطئ والمخيمات.. الجميع كان يلقب جونيفييف بالأخت نظير تضحياتها".