الرباط، المغرب (CNN)— مرّت 17 سنة على واقعة اغتيال الفنان الجزائري، معطوب الوناس، أحد أشهر فناني منطقة القبائل. المعطيات الرسمية تشير إلى أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال هي قامت بتنفيذ عملية الاغتيال في سنوات ما يعرف بـ"العشرية السوداء"، إلّا أن الإجماع غير موجود على هذه الرواية، ولا زالت إلى الآن المطالب مستمرة بالكشف عن الحقيقة الكاملة مقتله.
معطوب الوناس، الذي يصادف يوم الخميس 25 يونيو/ حزيران الذكرى 17 لوفاته، يعد من رموز الأغنية الأمازيغية الجزائرية، ناضل بالكلمة واللحن في سبيل تحقيق مكاسب للهوية الأمازيغية، ولم تتوقف وظيفته عند مجرّد مغن، بل كانت لديه مواقف سياسية قوّية، جعلت منه إلى الآن، رمزًا في منطقة القبائل، خاصة في مدينة تيزي وزو، المدينة التي ولد بها عام 1956 واغتيل بها كذلك.
ترجمت الكثير من أغاني الوناس إلى العربية والفرنسية، كما كتب كتابًا بعنوان "المتمرد" يحكي فيه فصولًا من حياته ما بين الجزائر وفرنسا، ويعد إلى جانب الشاب حسني، أشهر الفنانين الذين اغتيلوا في الجزائر إبّان المواجهات بين قوات النظام العسكرية وجماعات إسلامية متطرفة، عقب تدخل الجيش الجزائري لإلغاء نتائج انتخابات عام 1991.
وكان المتهمان الرئيسيان في الاغتيال، مالك مجنون وعبد الحكيم شنوي، قد غادرا السجن عام 2011 بعد قضائهما 12 عامًا من الحبس النافذ، وهي المدة التي أقرّتها المحاكمة التي جرت في العام نفسه، إذ كانت المحاكمة قد تأجلت ثلاث مرات منذ انفراج العشرية السوداء، بينما كانت عائلته قد انسحبت من المحاكمة بدعوى غياب أشخاص آخرين متورطين في الجريمة.
وكان التخطيط لاغتيال معطوب الوناس قد تم بدقة كبيرة، إذ أطلق عليه منفذو العملية 78 رصاصة كي يتفادى النجاة، بعدما ترًّصدوه أكثر من مرة. وتروي شهادات منشورة في الإعلام الجزائري أن الراحل لم تكن تجمعه علاقة طيبة بالسلطات الجزائرية ، كما كانت الحركات المتطرفة تترصده نتيجة أفكاره المتحررة.