الجزائر (CNN)-- لم تمر رسالة الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، يوم الأحد، بمناسبة الذكرى 53 المزدوجة للاستقلال والشباب، دون أن تخلف ردة فعل من الطبقة السياسية. فهناك من هلل وفرح بما جاءت فيها خاصة من الأحزاب الموالية، بينما المعارضة ازداد غضبها معتبرة أن بوتفليقة يرى أنها معارضة غير راشدة ويعاملها بأنها قاصر رغم محاولته هذه المرة استرضائها.
وصرح القيادي في جبهة العدالة والتنمية، عمر خبابة، في تصريح لـ"CNN" بالعربية أن رسالة الرئيس بوتفليقة فارغ في محتواه ولم يأت بجديد، مضيفًا :"كلمة الرئيس بوتفليقة حول المعارضة غير جادة بالمرة لأنها لم تبحث عن حل الأزمة من جذورها، وذلك من خلال دعوة المعارضة للجلوس والبحث عن مخرج لانتقال ديمقراطي سليم"، كما أن المعارضة حسب خبابة "بلغت سن الرشد ليس انطلاقا من ذاتها وإنما الأحداث هي من رشدتها لذا يتعين على بوتفليقة ألا يعامل المعارضة كما لو أنها قاصر".
ومن جانبه اعتبر علي بن واري، الوزير الأسبق ومنافس بوتفليقة السابق على رئاسيات أبريل 2014، أن رسالة بوتفليقة هي إهانة للشعب في احتفالية استقلاله، مضيفا بقوله لـ"CNN" بالعربية :" بوتفليقة يتظاهر وكأنه قلق على مستقبل البلاد ولكن في مدة 16 سنة من حكم البلاد و 850 مليار دولار صرفتها دون أن تخرج الجزائر من تبعيتها للمحروقات فقط، فهذا الفشل بعينه ولا داعي لإخفاء الأمور مادامت خطابات بوتفليقة لم تعد جديدة".
أما عثمان معزوز، المكلف بالإعلام في حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وهو ثاني أكبر حزب معارض في الجزائر، قال لـ"CNN" بالعربية :"بوتفليقة لم يتحمل في رسالته المسؤولية وهذا حتى لا أقول خطاب، بل بدا من خلال الرسالة أنها مليئة بالأكاذيب وهو ينتقل من تهديد المعارضة إلى مغازلتها في ظرف شهر واحد وفي خطابين منسوبين إليه، ومن يصدق كلامه فإنه يا إما يهذي أو مجنون".
وعلى خلاف المعارضة فقد كشف الأمين العام للحزب الحاكم في الجزائر، عمار سعيداني، أنه ورغم عدم استجابة المعارضة لدعوة الرئيس بوتفليقة في تعديل الدستور إلا أنه لم يغلق الباب في وجهها، أو كما قال :" بوتفليقة لم يشأ الإسراع في مسار تعديل الدستور حتى يسمح للمعارضة بالمشاركة في إعداده، على أن تكون الوثيقة جاهزة قبل الدخول الاجتماعي".
وقال سعيدان في تصريحات لموقع "كل شيء عن الجزائر"، الإثنين أن "بوتفليقة أراد التأكيد على أنه ماض في عهدته إلى نهايتها، مبديا عزمه على مواصلة المهمات التي على أساسها جرى انتخابه لعهدة رابعة.
وفي بيان لحزب تجمع أمل الجزائر، الذي يقوده الوزير عمار غول، أوضح فيه أن رسالة بوتفليقة جدد بها التزامه ناحية الشعب على تأدية واجبه في إطار عهدته الرئاسية ووقوف حزبه إلى جانب مشروف الرئيس، كما دعا حزب "تاج" الطبقة السياسية في الجزائر إلى اغتنام الفرصة التي منحها بوتفليقة لها لإثراء مشروع تعديل الدستور.
وكان عبد العزيز بوتفليقة، قد قال في رسالة نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية إنه استجاب لنداء مواصلة مهمة قيادة البلاد، رغم ظروفه الصحية الحرجة، مؤكدًا أنه سيعكف على أداء هذا الواجب.