الرباط، المغرب (CNN)-- توفي مواطن مغربي يوم الخميس متأثرًا بجراحه، وذلك إثر تعرّضه لاعتداء شنيع بالضرب والجرح في مناطق متعددة من جسده، من طرف مجموعة من التجار والزوار بأحد الأسواق الشعبية الخاصة بالماشية في مدينة ميدلت بمنطقة الأطلس المتوسط، بسبب اتهامه بسرقة مبلغ مادي قيل إنه بصل إلى 200 دولار (ألفي درهم مغربي).
وكان من الممكن أن تشهد الواقعة قتل رجلين، إذ تشير الأنباء الواردة أن التجار ضبطوا سارقين، غير أن الثاني استطاع الفرار بجلده بينما لم يستطع الأول الهرب. وقد أكد القضاء المغربي فتح تحقيق في الواقعة، والبحث عن المتورطين في هذه الجريمة ومعاقبتهم حسب ما أكدته وكالة الأنباء الرسمية.
وكان مقطع فيديو قد نُشر عام 2013، يظهر اعتداء مجموعة من المواطنين في السوق نفسه على رجل متهم بالسرقة، إذ يظهر السارق المفترض على الأرض يطلب العفو، ووجهه يسيل دمًا، دون أن يشفع له ذلك في نيل شفقة مجموعة من المواطنين كانوا ينهالون عليه بالحجارة. غير أن الكثير من مستخدمي فيسبوك نشروا هذا الفيديو مجددًا، معتقدين أنه يتعلّق بالواقعة الجديدة.
وتشهد بعض المناطق الريفية في المغرب، أعرافًا لا تتسامح مع اللصوص في الأسواق، إذ بمجرّد رصد لص ما حتى تبدأ الأيادي في ضربه، قبل تسليمه إلى قوات الأمن وأحيانًا يتم تركه مضرّجًا في دمائه، وهي الظاهرة التي تسعى السلطات الأمنية إلى إيقافها.
وكان رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، قد أكد قبل أيام أن المغرب لن يتسامح مع من يطبقون القانون بأياديهم، وذلك في أعقاب اعتداء مواطنين مغاربة على شاب مثلي الجنسي بمدينة فاس. كما تعرَّضت شابتان في سوق قريب من مدينة أكادير، بالجنوب المغربي، لاعتداءات لفظية من طرف مجموعة من التجار بسبب ارتدائهما لباسًا قصيرًا.