الجزائر (CNN)-- إذا كانت الشعوب المسلمة احتفلت بعيد الفطر وسط فرحة وأمل على أن يعيده الله على العالم الإسلامي بالخير، فإن الشعب الجزائري لقي أيام العيد بالدم والقتل، وهذا بمدينة عين الدفلى جنوب غرب الجزائر العاصمة، في واقغة أفضت إلى مقتل 9 عسكريين حسب مصادر رسمية، والقضاء على 16 إرهابيًا ينتمون إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الموالية لتنظيم "داعش".
نهاية الأسبوع المأسوية كانت بأول أيام عيد الفطر المبارك مساء يوم الجمعة، حيث فاجأت مجموعة جهادية قوات الجيش في طريقها للعودة إلى الثكنة بفتح النار عليها، ما أسفر عن مقتل 9 عسكريين وإصابة اثنين حسب بيان نشرته وزارة الدفاع الجزائري صبيحة الأحد، يعني بعد قرابة 72 ساعة كاملة من وقوع الحادث، وهذا ما تبناه تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الكمين الإرهابي، متحدثًا عن أنه قتل 14 جنديا.
ومباشرة بعد الحادثة تحركت قوات الجيش الجزائري لتطويق المكان، وقضت من خلال ما بلغ "CNN" بالعربية على أزيد من 16 إرهابيا من التنظيم الإرهابي في عملية تمشيط واسعة بين ولايتي عين الدفلى والمدية، غربي الجزائر العاصمة في اليومين الماضيين، وهذا كرد على مقتل تسعة عسكريين في أول أيام عيد الفطر المبارك.
وأشار المصدر نفسه أن التقارير الأولية تحدثت عن مقتل 13 إرهابيا لترتفع الحصيلة بعدها إلى 16 في عملية التمشيط والقصف المدفعي والجوي على المنطقة التي شهدت في أول أيام عيد الفطر مقتل تسعة عسكريين وجرح اثنين حسب بيان لوزارة الدفاع الجزائري، في كمين إرهابي نصبته لوحدة من الجيش كانت تتحرك في منطقة جبل اللوح ببلدية طارق ابن زياد بولاية عين الدفلى.
ومباشرة بعد العملية الإجرامية تحركت عناصر الجيش حسب المصادر نفسها لمحاصرة المجموعة الإرهابية معززة بمختلف القوات التي فاقت السبعة آلاف عسكري لتطويق المكان، متلقية في ذلك تعليمات من القيادة بعدم توقيف عملية التمشيط والملاحقة، قبل القضاء على كامل المجموعة الإرهابية.
وبحسب مصادر من عين المكان أوضحت لـ"CNN" بالعربية عن سماعها لقصف المواقع التي يتخذها تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" كقاعدة خلفية يحتمي بها في الجبال، موضحا بأن الجيش أغلق منطقة العمليات ليحاصر ويرصد بدقة تحركات المسلحين.
كما كشف صفحة "عين الدفلى 44" على شبكة التواصل الاجتماعي في شريط فيديو جثث الإرهابيين 16 الذين تم القضاء عليهم، ولم يتمكن موقع CNN بالعربية من التأكد من شريط الفيديو.
وفي نفس السياق، شهدت عملية تشييع جنازة ضحايا الاعتداء مواكب مهيبة بحضور الآلاف من المواطنين، الذين عبروا عن تضامنهم الكبير مع عائلاتهم ودعمهم قوات الجيش للتصدي للإرهابيين، فيما انتشر عبر مواقع شبكات التواصل الاجتماعي تضامن واسع وكبير من المواطنين من خلال تغيير واجهات صفحاتهم ووضع صورة كتب عليها "أنا جندي جزائري.. شهيد يوم العيد".
رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال ندد عبر صفحته الخاصة على "الفايس بوك" عن الحادثة التي وقعت في عين الدفلى بالعمل الإجرامي الذي استهدف أبناء الجزائر في عيد الفطر، كما ترحم على أرواح الضحايا خاتما رسالته بالقول :"سنبقى كلنا بشعبنا وجيشنا بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بوحدتنا الوطنية وأمتنا واستقرارنا".
وكتعليق عما جرى في ولاية عين الدفلى أوضح الدكتور والإعلامي عبد العالي رزاقي في تصريحات خاصة لـ"CNN"بالعربية أن استهداف الجنود في أيام العيد ما هو إلا رد على العمليات العسكرية التي قام بها الجيش في منطقة تيزي وزو والولايات المجاورة وأسفرت حسب حصيلة الجيش عن القضاء على 25 مسلحا شهر مايو/أيار.
وأضاف الأستاذ في كلية الإعلام بجامعة الجزائر أن هناك رسالة واضحة بأنه يمكن لداعش بأن تضرب في أي منطقة كانت، لكن الغريب أن المنطقة كما قال جرت فيها العملية هي منطقة معروفة بتواجد مجموعات مسلحة منذ العام 1992 وشهدت عدة أعمال إجرامية في السنوات الماضية.
وقال المحلل السياسي :"إن وزارة الدفاع تعمدت حسبه التأخير في الإعلان عن هذه العملية حتى يكون ردها ميدانيا مثلما عودتنا عليه في كل مناسبة، بدليل قضائها على 16 إرهابيا ممن شاركوا في عملية عين الدفلى الإجرامية".