الرباط، المغرب (CNN)-- ودع المغرب اليوم السبت الإعلامي والمؤرخ والسياسي، محمد العربي المساري، عن عمر ناهز 79 سنة، بعد معاناته منذ أشهر مع المرض، ليفقد المغاربة أحد أهرامات الصحافة المغربية في عقود ما بعد الاستقلال، وأحد أكثر رجال السياسة احترامًا من كافة الفرقاء والأطياف.
العربي المساري الذي كان ينتمي لحزب الاستقلال، عيّن وزيرًا للاتصال عام 1998 في حكومة التناوب التي أعلن من خلالها الملك الراحل الحسن الثاني دخوله في مرحلة توافق مع المعارضة، غير أنه غادر الحكومة بعدها بعامين، ليتفرّغ بعدها لمهامه الحزبية والإعلامية والثقافية.
واقترن اسم العربي المساري بجريدة العلم التي عمل فيها صحافيا، ثم رئيسًا للتحرير، فمديرًا، كما كان متخصصًا في نزاع الصحراء وفي العلاقات المغربية الاسبانية، فضلًا عن مؤلفاته السياسية والإعلامية المتعددة التي جعلته يتولى رئاسة اتحاد كتاب المغرب لثلاث ولايات.
وكتب عنه عمر عباسي الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية على فيسبوك:" كان مناضلا قويا في الدفاع عن الديمقراطية والحرية والكرامة والمساواة بين جميع المغاربة، كما كان مثقفًا ومفكرًا إستثنائيًا. جسّد السي العربي بامتياز مقولة الزعيم علال الفاسي " الفكر واجهة نضالية "، وظل قائدًا من قادتنا الكبار".
ويضيف عباسي عن الراحل لـCNN بالعربية:"قوة العربي المساري أنه كان معتزًا بانتمائه للحزب وفي الوقت ذاته كان منفتحًا على جميع الأطياف السياسية. كما تتجلى قوته في قراره عدم الخضوع لديناصورات الإعلام المغربي، وبالتالي الرحيل عن وزارة الاتصال. علينا جميعًا أن نتعلم من الراحل قدرته على ممارسة السياسة بالمبادئ والأخلاق العالية".
كما يقول عنه عبد الله البقالي، مدير جريدة العلم حاليًا: " جريدتنا عُرفت بأسماء كثيرة منها عبد الكريم غلاب وعبد الجبار السحيمي، والأكيد أن المساري من هذه الأسماء الشامخة. لقد كان صحافيًا محترفًا في زمن لم تُعرف فيه الاحترافية، وكانت مقالاته حكيمة ومؤثرة في الحياة السياسية. يكفي الراحل فخرًا أن خبر وفاته شكل صدمة مؤلمة لكل أطياف الشعب المغربي".