هل الرئيس الجزائري بوتفليقة مستهدف من المحيطين به؟

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
هل الرئيس الجزائري بوتفليقة مستهدف من المحيطين به؟
Credit: ALAIN JOCARD/AFP/Getty Images

الجزائر  (CNN)-- شكلت التغييرات التي أجراها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة على رأس ثلاثة أجهزة أمنية في الجزائر ويتعلق الأمر بمديرية الأمن الرئاسي والحرس الجمهوري ومديرية الأمن الداخلي، الحدث الأبرز في الجزائر في اليومين الأخيرين، حيث شغلت الرأي العام وكل فئات المجتمع، كونها تخص أجهزة أمنية حساسة لها علاقة بالأمن الداخلي، لاسيما أمن الرئيس.

وطرحت هذه المستجدات، العديد من التساؤلات حول أسبابها والهدف من ورائها حيث وصفها متابعون للشأن الأمني في الجزائر، أنها هامة، خصوصا وأنها قد تزامنت مع قرارات أخرى اتخذها الرئيس بوتفليقة في الأيام الأخيرة، أين قام بإجراء تعديل وزاري جزئي، أطاح بثلاثة وزراء بينهم أحد الحلفاء المقربين من الرئيس بوتفليقة بالإضافة إلى الحركة في سلك الولاة .

كما حظيت هذه الأخبار وهذه الإجراءات باهتمام واسع لدى كل الجزائريين بمختلف مستوياتهم وأعمارهم وأضحت مادة دسمة لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، هذه الأخيرة التي استغلها الناشطون عبرها لإبراز تحليلاتهم وتفسيراتهم وإبداء مواقفهم .

وصرح الخبير الأمني، الضابط السابق في الاستخبارات الجزائرية، محمد خلفاوي لموقع CNN بالعربية، أن هذه التغييرات غير عادية، كونها مست مديرية الأمن الداخلي والأمن الرئاسي وهو ما يطرح تساؤلات كما قال : هل يوجد هناك خلل في الأمن حول الرئيس، هل الرئاسة غير مطمئنة ؟

ولم يستبعد الضابط السابق في جهاز المخابرات الجزائرية، أن تكون هذه التغييرات التي مست رأس هذه الأجهزة الأمنية متبوعة بأخرى داخلها، مستطردًا:"إذا تمت تغييرات إضافية فهذا ما سيؤكد صحة التساؤلات السابقة".

وزاد الخبير الأمني ذاته أن هذه التغييرات التي أجراها الرئيس بوتفليقة، ترمي للتأكيد أنه رئيس للجميع و بأنه "رئيسا للكل وليس رئيسا إلا ربع" ، نافيا أن تكون لها علاقة بالعمليات الإرهابية التي استهدفت قوات الجيش الوطني الشعبي في منطقة عين الدفلى .

وفند نفس المصدر، وجود ارتباط بين هذه الإجراءات الجديدة التي أقرها الرئيس الجزائري والصراعات داخل أجنحة السلطة وقال في هذا الإطار " لوكان هناك صراع من أجل التغيير لكان بطريقة مباشرة".

أما الخبير الأمني أحمد عظيمي فيرى أن التعديل الحكومي الجزئي والتغيير في سلك الولاة يثبت حالة الشغور والصراع الذي تعيشه السلطة، مضيفًا لموقع CNN بالعربية، أن ذلك دليل على عدم وجود رأس يسير السلطة .

 وعلى الصعيد الأمني أوضح المتحدث نفسه أن تنحية اللواء بن داود من منصبه على رأس مديرية الأمن الداخلي له علاقة بالعمليات الإرهابية الأخيرة لأن الأمن الداخلي، له دور كبير في مكافحة الإرهاب، قائلًا إن وقوع عملية إرهابية في قلب البويرة ومقتل 9 جنود في عين الدفلى، "أثبت أن هناك خللًا في الجهاز الأمني"، مضيفًا أن لا أحد تقريبًا يعرف الأسباب الحقيقية لتنحية قائدي الأمن الرئاسي والحرس الجمهوري، بما أن الجهازين مرتبطان مباشرة برئيس الجمهورية.