الرباط، المغرب (CNN)-- احتج أمس الجمعة 31 يوليو/تموز بمدينة طنجة (أقصى شمال المغرب) العشرات من المغاربة ضد ما وصفوه بـ"الانفلات الأمني وكثرة حالات السرقة والإجرام"، وذلك بعد تواتر أنباء متعددة عن حوادث من هذا النوع، وشيوع إحساس بعدم الأمان بين صفوف المواطنين، حسب ما يؤكده القائمون وراء الوقفة، بينما ردت السلطات الأمنية على الجدل بالقول إن هناك فيديوهات مفبركة تضخم بعض الوقائع الإجرامية المعزولة.
وقد سبقت هذه الوقفة حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تحت عنوان " من أجل طنجة آمنة"، نشر فيها عدد من المغاربة صورهم وهم يحملون ورقة كتبوا عليها هذه الجملة، كما سبقت الوقفة حملة أخرى على الموقع ذاته، خصصها مغاربة لمدينة سلا، القريبة من العاصمة الرباط، التي تشهد بدورها الكثير من حالات الجرائم وتعرّض اللصوص للمواطنين بالأسلحة البيضاء.
وقد تداول المغاربة في الأيام الأخيرة مجموعة من مقاطع الفيديو التي تظهر مشاهد مروعة لحالات إجرام، منها فيديو التقطه مواطن بأحد الأحياء الفقيرة بمدينة سلا، يُظهر اقتتال مجموعتين من المراهقين بالسيوف البيضاء والكلاب الشرسة، وفيديو آخر لمغاربة في محطة قطار، يؤكدون لمسؤول أمني وجود عمليات سرقة تحت تهديد السلاح الأبيض، وفيديو آخر لأشخاص يهاجمون أحد المصطافين بالسيوف في شاطئ بطنجة.
من جانبها، نفت المديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب، ما أسمته "الإشاعات المغرضة لمقاطع وتسجيلات فيديو مفبركة" تدعي انتشار الجريمة ببعض المدن المغربية، إذ قالت في بلاغ لها هذا الأسبوع أن هناك صفحات على فيسبوك تنشر فيديوهات مفبركة تدعي انتشار الجريمة، وهو "ما ساهم في التأثير سلبًا في الإحساس بالأمن لدى المواطنين".
وأضافت المديرية في بلاغها أن أبحاثها أوضحت أن "بعض الأشرطة المنشورة وقعت في دول أجنبية، وتمت فبركتها عن طريق بتر مشاهدها من السياق العام، وأخرى "تتعلق بشجار بين شخصين أو ثلاثة بسبب خلاف عرضي، لكن انتقاء بعض المشاهد وتوضيبها أعطى تهويلًا كبيرًا لتلك الوقائع الإجرامية المعزولة التي ألقي القبض على المتسببين فيها"، مؤكدة أنها "تواصل تدخلاتها الميدانية المكثفة للوقاية من الجريمة".