الجزائر متأخرة في مجال الانترنت المتنقلة مقارنة بتونس والمغرب..والمختصون متشائمون

العالم
نشر
6 دقائق قراءة
الجزائر متأخرة في مجال الانترنت المتنقلة مقارنة بتونس والمغرب..والمختصون متشائمون
Credit: KIRILL KUDRYAVTSEV/AFP/Getty Images

الجزائر (CNN)--  إذا كان البعض يرى في الجزائر قطبًا تكنولوجيًا كبيرا في منطقة شمال إفريقيا لما تزخر به البلاد من طاقات وقدرات مادية، خاصة بعد خروجها من الأزمة الأمنية سنوات التسعينات، فإنه وفي الواقع حسب الخبير في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار الذي صرح لـ"CNN" بالعربية أن الجزائر تعد بلدا فتيا وحديثا بالتكنولوجيا وهو بحاجة إلى إعادة نظر دقيقة ودراسة سليمة تهدف إلى تشجيع تطبيقات الجيل الثالث لتحسين مردودية المؤسسات وعصرنة الإدارات.

وبما أن الجزائر صنفت في تقرير لرابطة "جي إس أم إيه" الدولية في المرتبة 14 في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وبنسبة 48 بالمئة في مجال الاشتراك في الهاتف النقال، ما يوضح حسب الخبير يونس قرار أن الجزائر بدأت فيها تكنولوجيات الاتصالات المتنقلة تساهم في دفع عجلة النمو الاجتماعي والإقتصادي في البلاد رغم ما كانت تعانيه من تأخر مقارنة بالبلدان المجاورة ولكن هذا في نظر محدثنا غير كاف بل التكنولوجيا في تطور متواصل دون التقليل أو القول بتقصير السلطات الوصية جهدها لتحسين خدمات الانترنيت.

وواصل المتحدث كلامه بالقول :"بالنسبة لغالبية الجزائريين فإنه وقبل سنة 2000 كان مجرد التفكير في كسب هاتف نقال يعد بعيد المنال بسبب تداعيات تأخر البلاد عن الركب الإتصالاتي في سنوات التسعينات حيث كانت قد سبقتها حتى أفقر الدول في القارة في هذا المجال، وهو ما يفسر اليوم استدراك هذا التأخر بالحديث عن الجيل الثالث والبحث عن تطبيق الجيل الرابع".

وجاء شريف بوغاري مختص في تكنولوجيات الإعلام والإتصال على ذكر أهم الأسباب التي دفعت إلى ضعف الانترنت المتنقلة في الجزائر مرجعا إياها في حديثه لموقع "CNN" بالعربية إلى الاحتكار المطلق لاتصالات الجزائر لهذا النوع من الخدمة، مع عدم توفر معايير دولية في الضبط وإعادة صيانة الشبكة القديمة والجديدة التي تتعرض للتلف في كل مرة، وأبرز ما لفت إليه السيد بوغاري هو الخوف الذي تتوهمه السلطة من الخطر الذي سيحدث بها في حال تحسين خدمة الانترنيت 3.، لهذا فهي تتماطل في تحسين الخدمات".

وهنا ذهب الإعلامي نجم الدين سيدي عثمان في تعليقه على درجة التدفق الخاصة بالجزائر مقارنة بتونس كبلد شقيق بالقول :"لو نعود قبل خلع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي نلاحظ أن الجزائر كانت أحسن بكثير من تونس في مجال الإنترنيت، لكن بعد "ثورة الياسمين" انقلب كل شيء وصارت الجزائر أضعف بلد من حيث التدفق وهذا يعود إلى حجم الاستثمارات التي قامت بها تونس مقارنة بالجزائر".

وقدم المتحدث مقارنة فيما يخص خدمة الزبون بين ما هو معمول به في تونس والجزائر، وذلك بقوله :"هناك شركة اتصالات خاصة تعتبر رائدة في الجزائر واستثمرت مؤخرا في تونس وبدل أن يكون ثمن الاشتراك وسرعة التدفق واحدة أو على الأقل متقاربة فإن العكس ما يقف عليه أي شخص، ففي تونس الخدمات جيدة ودرجة التواصل ممتازة بينما في الجزائر إذا كنت تملك مفتاح انترنت متنقلة 3. فعليك إذا أردت مشاهدة فيديو أو تصفح جريدة أو البحث فعليك أن تدفع أكثر مقابل نوعية خدمات أقل".

ومن جانبه كشف الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال كحلان علي، أن مسألة ضعف الجيل الثالث من تدفق الانترنيت تعود لترتيب الأولويات بالنسبة للوصاية و إستراتيجية الدولة في هذا القطاع، مضيفا :"شركة اتصالات الجزائر العمومية في البداية لم تكن تعتمد على سياسة اقتصادية تنافسية لكن مع الدخول القوي لشركة "أوريدو" للاتصالات و"جيزي" الخاصة بدأ التنافس يحتدم وفي المقابل فإن الجزائريين تحكموا بشكل جيد في التكنولوجيا غير أن الظروف المحيطة عرقلت بعض المشاريع".

وتشير إحصائيات حديثة إلى أن عدد مستخدمي الانترنت في الجزائر تضاعف إلى 11 مليون مستخدم، كما توقع خبراء في مجال الاتصال أن هذا الرقم سيتضاعف هذا العام خاصة مع تعزيز انْتشار شبكة G3، وإطلاق G4، والاستراتجية التي وضعتها الوزارة الوصية بإيصال شبكات الانترنت إلى الأرياف والقرى النائية في مختلف مناطق البلاد، بينما تصل نسبة مستخدمي الانترنت في المغرب إلى 16 مليون، لا سيما وأن شركات الاتصال المغربية أطلقت قبل أسابيع خدمة G4.

يشار إلى أن وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال إيمان هدى فرعون صرحت خلال ندوة صحفية نشطتها مؤخرا بالجزائر أن سلطة الضبط أعطت موافقتها المبدئية للإسراع بنشر الهاتف النقال من الجيل الثالث ، كما ذكرت أصغر وزيرة في حكومة عبد المالك سلال أنه تم الشروع في مشاورات مع المتعاملين من أجل إطلاق تكنولوجية الهاتف النقال من الجيل الرابع، يحدث هذا في وقت تقدمت دول الجوار كثيرا في هذه التكنولوجيا الجديدة.