الرباط، المغرب (CNN)— استغل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيارته الحالية للمغرب التي تستمر يومين كي يؤكد أن الصعوبات بين البلدين تم تجاوزها بالكامل وأضحت من الماضي، متحدثًا أنه فتح مع الملك المغربي محمد السادس، مرحلة جديدة من الشراكة الفرنسية-المغربية.
وقد التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالعاهل المغربي ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران في إطار هذه الزيارة التي بدأت أمس من مدينة طنجة (أقصى الشمال)، وذلك لتدارس التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب، وتقوية الحضور الاقتصادي الفرنسي في المغرب، لا سيما في مجال صناعة السيارات والطيران والبنى التحتية.
كما شهد اللقاء توقيع إعلان مشترك لتكوين الأئمة، يقضي بإرسال أئمة من فرنسا إلى المغرب للدراسة "وفق مبادئ الجمهورية الفرنسية القائمة على الفصل بين الدين والدولة"، وذلك لتعزيز قيم التسامح والاعتدال ومواجهة التطرّف، ثم استكمال تعليمهم في فرنسا.
ويعدّ المغرب من الأسواق التقليدية لفرنسا التي تأتي ثانية بخصوص الاستثمارات الأجنبية في المغرب بعد اسبانيا. كما تربط البلدين الكثير من العلاقات الثقافية والاجتماعية، بما أن فرنسا سبق لها أن فرضت الحماية على المغرب قبل أن ينال استقلاله عام 1956، فضلًا عن أن المغاربة في فرنسا يكوّنون ثاني أكبر جالية أجنبية بعد الجزائريين.
تصريحات هولاند تأتي لتأكيد إنهاء المرحلة الباردة بين الدولتين بعدما قصدت قوات من الأمن الفرنسي بداية عام 2014 منزل السفير المغربي في باريس من أجل استدعاء رئيس المخابرات المغربية، عبد اللطيف الحموشي، الذي كان حاضرًا هناك، إثر دعوى قضائية رفعتها ضدته جمعية فرنسية، تتهمه من خلالها بالتعذيب.
وبسبب هذه الاتهامات، طبعت مرحلة من البرود العلاقات بين البلدين، لا سيما بعد إعلان الرباط تجميد التعاون القضائي مع فرنسا، قبل أن يتم رفع التجميد بداية عام 2015. وقد نشرت وسائل إعلام فرنسية شهر فبراير/شباط أخبارًا تفيد بتوشيح الحموشي من طرف الدولة الفرنسية "عرفانًا بمجهوداته في محاربة الإرهاب"، غير أن التوشيح لم يتم في التاريخ المقرّر له.