الرباط، المغرب (CNN)-- خلقت تصريحات جديدة للرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي حالة من الجدل في الجزائر، وذلك بعدما دعا إلى ضرورة إعادة النظر في اتفاقية إيفيان التي تجمع الجزائر بفرنسا، مبرّرًا ذلك أن هذه الاتفاقية تعود إلى زمن قديم هو بداية الستينيات، وبالتالي وجب تجديدها، حسب ما نقلته عنه مجلة "لوبوان".
ساركوزي الذي كان يتحدث في لقاء دراسي نظمه أحد المعاهد في فرنسا خلال هذا الأسبوع، وحضره أزيد من 100 قيادي في الاقتصاد، كلهم من الشباب، أشار كذلك إلى أن فرنسا مطالبة بإعادة النظر في الكثير من الاتفاقيات التي تجمع بينها وبين الجزائر.
وأضاف ساركوزي أن سكان الضواحي، حيث يسكن المهاجرون، مطالبون بالتقليل من شكاويهم، إذ قال إن ساكنة الأرياف تعاني أكثر منهم ولم تحتج لذلك بشكل عنيف.
وتعود اتفاقية إيفيان التي وقعتها الجزائر مع فرنسا إلى عام 1962، وتم الاتفاق من خلالها على وقف إطلاق النار، وتنظيم استفتاء لتقرير المصير، أعلن بموجبه الجزائريين عن رغبتهم بالاستقلال عن فرنسا التي عمرّت هناك منذ عام 1830.
ووصفت جريدة "لوبوان" تصريحات ساركوزي بـ"استعراض العضلات"، خاصة بعدما تحدث عن أنه "أنقذ، رفقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أوروبا والعالم من أزمة اقتتصادية خانقة، بفضل الإصلاحات الاقتصادية التي قام بها"، زيادة على مطالبته للمسلمين بإجراء إصلاح عميق على دينهم، مناديًا كذلك بتعديل شامل للشرق الأوسط بعيدًا عن الأمم المتحدة، التي قال إنها صارت متجاوَزة.
وانتقدت الكثير من الجرائد الجزائرية تصريحات ساركوزي، منها "البلاد" و"الصوت الآخر" وتسا ألجيري" و"ألجيري فوكيس"، غير أن هذه الأخيرة لم ترغب بالتوقف طويلًا عند تصريحاته، مشيرة إلى أن صورته تعرضت للكثير من الخدش لدى الجزائريين وبالتالي لن يعملوا على منحه عذرية سياسية.
وكان ساركوزي قد تعرّض لانتقادات كبيرة شهر يوليوز/تموز، عندما قال إن تونس غير محظوظة بما أنها أتت بين الجزائر وليبيا. وقد وصلت الانتقادات حدّ وصفه بـ"السفيه" من طرف الصحافة الجزائرية، وحدّ إصدار حزب نداء تونس، الذي اسقبله، بيانًا صحفيًا تبرّأ فيه من تصريحاته.