الرباط، المغرب (CNN)-- تعرّض شباب مغاربة للتعنيف من طرف أفراد من الأمن المغربي بسبب رغبتهم التظاهر في الشارع العام، احتجاجًا على ما أسموه سوء تنظيم السلطات السعودية لموسم الحج، الأمر الذي أدى إلى وقوع حادث التدافع في مشعر منى، وأفضى إلى وفاة أكثر من ألف حاج وحاجة، بينهم 27 مغربيًا إلى حد اليوم الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأوّل.
وحسب مقطع فيديو سجله موقع هسبريس، فإن التعنيف الذي تعرّض له أمس بضع مغاربة في مركز العاصمة الرباط، وصل إلى الركل والصفع واستعمال ألفاظ بذيئة من طرف بعض رجال الأمن، الأمر الذي خلق انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأظهر الفيديو إحدى المتظاهرات وهي تصرخ:" إخوتنا ماتوا في السعودية بسبب سوء التنظيم.. أتينا اليوم لنحتج من أجل إخواننا الذين ماتوا. إخوتنا ماتوا في الحج ولا يريدون منا الحديث. إخوتنا حملوهم مثل الأزبال ووضعوهم واحدًا فوق واحد.. نحن بلاد تخاف من البترودولار ومن السعودية".
وبعد أن توقف منع قوات الأمن المغربية للاحتجاج على دفع المحتجين ومطالبتهم لهم بإخلاء المكان، تطوّر الأمر إلى الضرب بالأيادي والأرجل، وإلى ملاحقة المحتجين إلى شوارع أخرى، وإلى استخدام ألفاظ من قبيل "عاهرة" "الله يلعن دين أبوك الكلب"، بل إن أحد المتظاهرين ردّد أثناء دفعه من رجل أمني: "تشتمني وتقول إن أبي شاذ؟؟".
هذا وقد أشار مصدر أمني إلى أن مصالح الأمن فتحت "بحثًا دقيقا فيما يمكن اعتباره تجاوزات صريحة للقواعد النظامية من قبل أحد ضباط الأمن"، متحدثًا أن هذا الضابط "فقد أعصابه جرّاء الاستفزازات التي وجهها له بعض المتجمهرون وذلك في أفق تحديد المسؤوليات القانونية والمهنية وتطبيق المساطر الإدارية والتنظيمية الجاري بها العمل في الحالات هذا الصدد".
وزاد المصدر الأمني ذاته أن عددًا من النشطاء دعوا إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان، دون "سلك المساطر القانونية الضرورية من أجل الحصول على تصريح مسبق لدى السلطات الادارية المختصة، ودون استيفاء الإطار القانوني المنظم للحريات العامة، الأمر الذي اعتبرته السلطة خروجًا عرضيًا للشارع العام يندرج في إطار التجمهر المعاقب عليه قانونيًا".