واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- كل من روسيا وأمريكا تراقب سوريا تحسبا لأي دلائل على أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يكون على وشك السقوط، ولكن لأسباب مختلفة.
هدف الولايات المتحدة هو تجنب انهيار كارثي للنظام، ومحاولة ضمان بقاء بعض عناصر الخدمات الاجتماعية والعسكرية الرئيسية وهياكل النظام في دمشق في حال رحيل الأسد، حتى تتمكن سوريا من البدء بإعادة بناء الدولة.
ويعتقد مسؤولون أمريكيون أن هدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو التدخل لإبقاء الأسد في منصبه، ولكن أيضا لضمان تأثير روسيا في اختيار خليفته، إذا اضطر للرحيل.
وصرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما بهذا التقييم، الأحد، قائلا في برنامج لشبكة CBS: "كنا نعلم أنه (بوتين) كان يخطط لتقديم المساعدات العسكرية التي يحتاجها الأسد لأنه كان متخوفا من انهيار وشيك محتمل للنظام."
والأسد الآن يتعرض للضغط من مجموعة متنوعة من المقاتلين، ويعتقد مسؤولون في المخابرات الأمريكية أن روسيا قد تواجه تحديات للحفاظ على الأسد في منصبه بسبب قوة خصومه، بما في ذلك "جبهة النصرة" و"داعش".
كما تعتقد أمريكا أن المئات من مقاتلي الميليشيات المدعومة من إيران وحزب الله تتجمع لهجوم كبير قرب حمص.
وحتى الآن، لا تعتقد الولايات المتحدة أن نظام الأسد أحرز تقدما هاما في مجالات رئيسية منذ بدء القصف الروسي، إذ قال مسؤول مخابرات أمريكي لشبكة CNN: "ليس من المرجح أن تغير القوة الجوية وحدها ساحة المعركة لصالح الأسد، فجيشه مستنزف كما أن روحه المعنوية منخفضة."
وتقييم أجهزة الاستخبارات لتأثير حملة سوريا على بوتين لا يزال يتضمن "مخاطر التصعيد وتعميق المشاركة" في حال عدم نجاح محاولاتها الأولية، إذ اتفق المسؤولون الأمريكيون على أن الهيبة الروسية في الساحة الدولية في خطر.
كما أضافوا: "هناك خطر من رد الفعل المتطرف من مئات، وربما آلاف، المقاتلين الأجانب من روسيا الذين قد يستغلوا انشغال القوات في الخارج لشن هجمات داخل روسيا."
وليس هذا كل ما في الأمر، إذ تابعوا قائلين: "هناك ثمن سياسي محلي لتصاعد الخسائر، ففي العصر الحديث لوسائل الإعلام الاجتماعية، القبض على جندي روسي واحد من جانب المتطرفين يمكن أن يتسبب بصدمة للشعب الروسي."
وتشعر الولايات المتحدة بالقلق من احتمال سقوط الأسد منذ ثلاثة أشهر على الأقل، وتزايد ذلك القلق في الأسابيع الأخيرة بسبب تدهور أوضاع النظام في سوريا، وفقا لعدد من مسؤولي الاستخبارات الأمريكية.
وقال مسؤولون إن روسيا الآن تركز على الحد من مكاسب قوات المعارضة في مواقع محددة.
ولأن لا أحد يعرف متى، وإذا ما كان باستطاعة قوة الروسين والسوريين العسكرية تغيير المناطق التي تسيطر عليها قوى المعارضة، لا يستطيع أحد أن يتنبأ نتيجة حملة روسيا في المستقبل.