الرباط، المغرب (CNN)— ردّ رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، بقوة على توصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان (هيئة أنشأتها الدولة)، التي دعت إلى المساواة في الإرث بين الرجال والنساء، مطالبًا رئيسها إدريس اليزمي بسحب التقرير التي تضمّن التوصية وبالاعتذار.
وقال بنكيران، في حوار خاص مع قناة ميدي1 تيفي المحلية أمس الخميس، إن الله يوصي بـ" للذكر مثل حظ الأنثيين"، وإن إدريس اليزمي لو أراد الاجتهاد في الدين، لكان عليه أن يأتي بأدلة علمية لأجل مناقشتها مع العلماء، بدل أن يأتي بمرجعية أخرى ليطلب المساواة في الإرث، مردفًا: "لا ينتبه الأزمي إلى أنه يريد أن يثير فتنة.. عليه أن يسحب كلامه وأن يعتذر".
واستدرك بنكيران القول: "اليزمي مسؤول في هيئة من هيئات الدولة، وليس من حقه الإفتاء في الدين أو إعطاء رأي فيه"، مضيفًا: "القرآن الكريم نحفظه لأولادنا ونقرأه في المساجد ولا يمكن أن نطالب اليوم بتغيير الإرث الذي لم يتغيّر حتى في الدول التي صارت في هذا الاتجاه" ويعني بها الدول العربية التي استمعت للغرب في توصيات حقوق الإنسان التي تتعارض مع هويتها، حسب قوله.
وتابع بنكيران الذي يتزعم حزب العدالة والتنمية: "الملك الراحل الحسن الثاني استجاب للدعوات الغربية في حقوق الإنسان، لكنه كان يردّ عليهم بأن المغرب دولة إسلامية ولديها مواصفات خاصة، وبالتالي لم يسمع لهم في بعض المطالب"، مضيفًا:" مصادقتنا على الاتفاقيات الدولية تكون في إطار الدستور والثوابت الوطنية، وما يهم المغرب هو استقراره وطمأنينته".
وعاد بنكيران للحديث عن الشيخ محمد العريفي الذي أثار ضجة كبيرة عندما استدعته هيئة دعوية لإلقاء محاضرة بالمغرب قبل أن يلغي زيارته: "أول مرة شاهدت العريفي كانت إبّان أحداث منى عندما كان يعطي تصريحات، وبعدها شاهدت الضجة التي وقعت في مواقع التواصل الاجتماعي حول قدومه إلى المغرب".
وزاد رئيس الحكومة المغربية:" عندها اتصلت برئيس حركة التوحيد والإصلاح، التي كان أحد فروعها هو من وجه الدعوة إلى العريفي، وقلت له إنه من الأفضل ألّا يأتي الآن"، مستدركًا:" ليس بسببي أنا ألغيت زيارة العريفي إلى المغرب، بل جهات داخلية هناك هي من اتصلت به"، مردفًا: "ماذا كنا سنربح لو أتى العريفي وقامت ضجة بسبب تصريحاته؟"