الرباط، المغرب (CNN)-- دخل الخلاف بين المغرب والجزائر منعطفًا جديدًا، وذلك بعدما دعا عمر ربيع، مستشار بالبعثة المغربية أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، إلى "إدراج وحماية والنهوض بحقوق شعب القبايل في الجزائر وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والآليات والإعلانات الأممية ذات الصلة".
دعوة المسؤول المغربي تأتي ردًا على مساندة الدولة الجزائرية لجبهة البوليساريو الانفصالية التي تطالب بحق تقرير المصير في منطقة الصحراء الغربية، بينما يرفض المغرب بشكل حاسم هذا الخيار، ويشير إلى أن المنطقة جزء أساسي من ترابه الوطني.
وحسب ما نقلته وكالة الأنباء المحلية بالمغرب اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني، فإن المستشار المغربي طالب الأمم المتحدة بـ"دعم التواطؤ في الصمت الذي فرض عنوة وبالعنف على هذا الشعب الشهيد"، وأنه "يتعبين إبراز أصوات أزيد من ثمانية ملايين قبايلي ظلوا لمدة طويلة تحت وطأة الصمت والخفاء".
وتابع المسؤول أن "الشعب القبايلي يعدّ الشعب الأصيل الوحيد بإفريقيا، الذي ما زال يعاني من التمييز الممنهج والعنف الشامل والحرمان من حقوقه الأساسية، خاصة المتعلقة بتقرير المصير والحكم الذاتي"، متحدثًا عن "وجود اضطهاد لقادة هذا الشعب، وقمع عنيف للمتظاهرين في المسيرات السلمية، كما وقع إبّان إحياء الذكرى الـ34 للربيع الأمازيغي".
وتعد هذه الدعوة هي الثانية من نوعها في ظرف أيام قليلة، فخلال احتفالات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعين، طالب نائب الممثل الدائم للبعثة المغربية بالنظر في "انتهاك حق شعب القبايل لحقه في تقرير المصير"، وذلك ردًا على تصريحات للبعثة الجزائرية، قال المغرب إنها كانت "استفزازية".
ورغم أن تصريحات المسؤولين المغاربة حول منطقة القبايل بدأت قبل أسبوع من الآن، بيدَ أن الحكومة الجزائرية لم ترد بشكل رسمي على اتهامات "اضطهاد" ساكنة القبايل التي وجهتها إليها البعثة المغربية، ولم تصدر وكالة الأنباء الجزارية أيّ قصاصات حول هذه النقطة بالذات، بينما أتى الرّد من جرائد جزائرية قالت إن المغرب يروّج لـ"ظلم وهمي" في القبايل.
وتوجد منطقة القبايل في شمال شرق الجزائر، وتقطنها غالبية أمازيغية تصل إلى 10 ملايين نسمة، وتشهد كل سنة إحياء ما يعرف بالربيع الأمازيغي، وهي ذكرى حراك عرف تنظيم مظاهرات كبرى عام 1980، ساهمت بعد ذلك في الكثير من المكتسبات الخاصة بالأمازيغية، منها جعلها لغة وطنية في الدستور.