تونس (CNN)-- صرّح حمادي الجبالي، رئيس أول حكومة تونسية منتخبة بعد الثورة، والأمين العام السابق لحركة النهضة، أنه يصدق التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها رئيس أركان الجيش التونسي السابق، الجنرال رشيد عمار، بشأن عرض قُدم لهذا الأخير من طرف شخصيات كانت تعمل مع زين العابدين بن علي، يستولي بموجبه الجيش على السلطة لسد الطريق على حركة النهضة.
حمادي الجبالي الذي حضر نهاية الأسبوع الماضي في مدينة بون الألمانية، بدعوة من منتدى الديمقراطية والتعاون (هيئة غير حكومية)، أكد أقوال رشيد عمار، وكي يعزز كلامه، قال إن التأخير في إعلان نتائج أكتوبر/تشرين الأول 2011 التي فازت بها حركة النهضة، يعود إلى قيام مسؤولين بإجراء اتصالات مع قادة الجيش لأجل تحذيرهم من مخاطر فوز النهضة، بيدَ أن الجيش رفض التدخل في الانتخابات.
وتابع حمادي الجبالي فيما نقله موقع المغاربية الألمانية للإعلام والثقافة magde، أن هناك الكثير من التفاصيل الأخرى عن قوى أجنبية كثيرة رفضت نتائج الانتخابات وأخرى قبلتها، مضيفًا أن هناك حملة قوية ضد الجنرال عمار بسبب شهادته وبسبب رفضه استيلاء الجيش على السلطة بعد الثورة، مثمنًا حكمة الجيش التونسي الذي نأى بنفسه عن محاولة الزج به في السلطة.
الجنرال رشيد عمار الذي استقال من منصبه عام 2013 بشكل مفاجئ، كان قد صرّح لقناة "الحوار" التونسية بداية هذا الشهر، إن رئيس الوزراء الذي استلم السلطة مؤقتًا بعد رحيل بن علي، محمد الغنوشي، وكذلك وزير الدفاع، أحمد فريعة، ووزير الداخلية رضا قريرة، طلبوا منها ليلة 14 يناير 2011 تسلّم الجيش للسلطة، بيدَ أن عمار رفض هذا الطلب وأكد دعمه للديمقراطية بدل انقلاب عسكري.
وقد سارع كل من محمد الغنوشي ورضا قريعة، إلى نفي تصريحات رشيد عمار، وقد صرّح الأول أن الاجتماع العاجل الذي جمعه بأبرز القيادات الأمنية في البلاد خلال تلك الليلة، ناقش فقط كيفية ملء الفراغ في رئاسة الجمهورية انطلاقًا من الدستور، ثم دراسة طرق استتاب الأمن. غير أن عمار عاد مجددًا لتأكيد تصريحاته، مشددًا على استعداده المثول أمام القضاء بشأنها.