رأي.. "الإرهاب: مقالات تضليل لا مقالات تحليل !!"

العالم
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير محمد داودية
رأي.. "الإرهاب: مقالات تضليل لا مقالات تحليل !!"
Credit: Matt Cardy/Getty Images

كاتب المقال: محمد داودية، المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بأي شكل وجهة نظر لـ CNN.

أصبحنا نتلقى الكثير من الرسائل على الخاص في "الفيسبوك والواتس أب" وغيرها من وسائط التواصل الاجتماعي تتضمن فيديوهات ومشروحات وطرائف وأدعية واقوالا وحكما وتعليقات ومقالات.

في الآونة الاخيرة أصبحت تصلنا مقالات تضليلية لا تحليلية، حول تفجيرات باريس الإرهابية، تحمل وجهات نظر متضاربة، يدحض كل منها الاخر.

فقد وصلني من أكثر من 10 اصدقاء، مقالة كتبتها فدوى حلمي بعنوان: "لغز باريس وعلاقته بالعائلة الصهيونية"، خلاصته انه "يجب عدم استبعاد فرضية تورّط أجهزة الكيان الصهيوني الاستخباراتية في هجمات باريس" !!

وأسأل السيدة فدوى حلمي، التي تحاول تبرئة داعش، كما فعل د.امجد قورشة (داعية أردني) -الذي تناصره السيدة فدوى وتدافع عنه-في محاضرته الشهيرة التي اشاد فيها بداعش:

هل تجرؤ إسرائيل على مقارفة هذه الجريمة الرهيبة وهي تعرف ان الدولة العظمى فرنسا ستكتشف، عاجلا او اجلا، وبكل تأكيد، ان إسرائيل هي من ضرب عزة فرنسا وكرامتها وابناءها؟ علاوة على ان تنظيم داعش قد اعترف بالجريمة !!

وتلقيت موضوعا اخر من عدة أصدقاء في يوم واحد بعنوان: "هل ضحك علينا الفرنسيون؟" لا اعرف اسم كاتبه، خلاصته التبريرية المريبة، هي اننا لم نر صور جثث الضحايا الفرنسيين، مما يرجح - حسب رأي الكاتب النبيه الفصيح- ان تفجيرات باريس الإرهابية هي عمل ومخطط استخباراتي فرنسي !! ومن اجل تصديق هذه الدعاية الساذجة، التي تبعد الشبهات عن ارهابيي داعش، يدعونا الكاتب الى ان: "نفكر ولا ننساق كالأغنام" !!

وتلقيت موضوعا ثالثا ارسله أصدقاء عديدون "يؤكد" ان تفجيرات برجي التجارة العالمية والمواقع السيادية الامريكية في 11 أيلول/سبتمبر 2001، كان عملا من اعمال المخابرات المركزية الامريكية !! متغافلا كاتبه، عن ان أسامة ابن لادن قائد تنظيم "القاعدة"، قد اعترف بمسؤوليته عن تلك "الغزوة" وانه نعى الإرهابيين الـ19 الذين روعوا اميركا "فسطاط الكفر"، وترحم عليهم وقرر انهم ابطال وشهداء.

وموضوعا رابعا تلقيته مرات عدة، "يؤكد" ان الأمريكيين اليهود، العاملين في برجي التجارة الامريكيين المنكوبين، تلقوا اتصالات، طلبت منهم مغادرة البرجين قبل تفجيريهما، في إشارة الى ان من فجرهما هو الموساد الإسرائيلي !!

وتلقيت "تأكيدات" تفيد ان تنظيم داعش هو من انتاج وتخليق وزارة الاستخبارات والأمن القومي الايرانية، رغم ان تنظيم داعش الذي هو - للأسف الشديد- تنظيم سنّي بالكامل، دمر بوحشية، المراقد الشيعية المقدسة وفجر حسينياتهم واسواقهم واعراسهم وصواوين تعازيهم ومعسكرات تجنيدهم، ومجزرة قاعدة "سبايكر" الوحشية الإرهابية، اسطع برهان على ذلك، فقد افرج "الخليفة" بعد 5 أيام من "المناقشات الشرعية" عن المجندين السّنّة ال 150 من مختطفي قاعدة "سبايكر" واعدم جميع اخوتهم العراقيين الشيعة، الذين زاد عددهم على 1700مجند، -دفن بعضم احياء- فانتقم ذووهم ومتعصبوهم وارهابيوهم بعد ذلك بوحشية من اهل السنة العراقيين واحرقوا الناس احياء.

وحدث ولا حرج عن سلسلة طويلة من الهرطقات، مثل ان مخابرات روسيا هي من اسقط الطائرة الروسية فوق سيناء !!.