الرباط، المغرب (CNN)-- أقامت جل المحافظات والمدن المغربية اليوم الجمعة صلاة الاستسقاء بأمر من الملك محمد السادس، وذلك بسبب تأخر سقوط الأمطار وتخوّف المزارعين من موسم فلاحي سيء، بما أن جزءًا كبيرًا من الزراعة المغربية يعتمد على مياه الأمطار الموسمية.
وقد حضر ولي عهد المملكة المغربية، مولاي الحسن، ورئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وشخصيات مغربية أخرى، في موكب رسمي مشيًا على الأقدام في اتجاه المسجد الأعظم بمدينة سلا "قرب العاصمة الرباط"، حيث تمت إقامة شعائر هذه الصلاة، بالتزامن مع إقامتها في بقية المدن والمحافظات المغربة.
وكان المغرب قد شهد في مثل هذه الفترة من العام الماضي فيضانات سبّبت خسائر في الأرواح والممتلكات بسبب هطول نسب جد مرتفعة من التساقطات المطرية لم يسبق لمناطق في المغرب أن استقبلتها منذ عقود، وقد انقطعت حينها مجموعة من القرى عن العالم وسقطت بعض القناطر، وتم إعلان أحد الأقاليم منطقة منكوبة.
وتعدّ صلاة الاستسقاء شريعة إسلامية دأب عليها المسلمون في أوقات الجفاف وتأخر الأمطار، كما تبقى من التقاليد الراسخة للدولة العلوية في المغرب. وتبقى الفلاحة أهم نشاط اقتصادي في المغرب، إذ تصل مساهمتها في الناتج الإجمالي الخام إلى 15 في المئة، كما تشغّل 40 في المئة من اليد العاملة في المغرب.
ويعاني المغرب، كغيره من دول المنطقة، من تقلبات مناخية لا تمكّن من الاعتماد بالمطلق على الأمطار في سقي الأراضي وتنمية القطاع الفلاحي، وقد أشارت دراسة للمعهد الوطني للبحث الزراعي في فرنسا إلى أن المنطقة المغاربية قد تفقد 50 في المئة من الأراضي الصالحة للزراعة في المستقبل، بسبب هذه التقلبات.