تونس (CNN)-- أعلن الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، عن تأسيس حزب جديد، يحمل اسم "حراك تونس الإرادة"، وذلك لأجل "رؤية مستقبلية شاملة تغيّر شكل تونس في السنوات الخمسين القادمة"، يتم فيها منح الأولوية "للعدالة والحقوق الاجتماعية والاقتصادية للفقراء والاستماع للشعب وعدم وعده إلّا بالأمور التي يقدر الحزب على تحقيقها"، واصفًا عمل الحكومة بـ: الفاشل الذي فاق كل التوقعات".
المرزوقي الذي كان قد أسّس سابقًا حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، قال في تجمع خطابي بمناسبة تأسيس الحزب الجديد الذي سيحلّ محل القديم، أمس الأحد، إن الجزء الكبير من الرؤيا السوداوية للواقع التونسي يعود إلى "تقييم خاطئ دفع إليه البعض للاستنقاص من كل ما قامت به الثورة ورجالاتها "، معتبرًا أنه يحق للتونسيين "الفخر بما قاموا به خلال السنوات الأخيرة".
وأضاف المرزوقي أنه ترك الحكومة تعمل دون تشويش عليها ولم يطالب باستقالة أي وزير وتفادة كل أنواع النقد السهل والمجاني، غير أن "الأداء فاق في حجم فشله كل التوقعات... فقد تراجعت نسبة النمو إلى ما يناهز السفر، وارتفعت نسبة الدين العام، وغابت الاستثمار، وازدادت الأسعار، فضلًا عن محاولة التطبيع مع الفساد، وعودة خطاب يدّعي أن التضحية بالحرية شرط إجباري للحصول على الأمن في مجال محاربة الإرهاب".
وتساءل المرزوقي: "لماذا أصبحنا نحن بلد الاعتدال والتوافق والمجتمع المدني القوي، أول بلد في تصدير الشباب إلى ساحات القتال خارج حدودنا ؟ لماذا نجد من بين هؤلاء المغرّر بهم شباب لا ينتمون للأحياء أو الجهات الفقيرة؟ لقد لقد كان لنا شرف إعداد خطة وطنية استراتيجية لمقاومة الارهاب، ومن الغباء حصرها - على أهميتها - في المعالجة الأمنية فقط".
وأردف المرزوقي: "يجب أن يعلم الشعب أن كل ما عملناه من جهد لاسترجاع الأموال المنهوبة، وسعي لجعل أصدقائنا الأوروبيين يقبلون بتحويل جزء من ديوننا لبرامج انمائية، ومحاولة فتح الأسواق الافريقية الواعدة لصناعتنا ... كل هذه التوجهات وقع التخلي عنها.... ويحدثونك عن تواصل الدولة'.
وتابع المرزوقي: "حدث ولا تسل عن توقف كل مسعى لإعادة الروح لمشروع الأجيال وأقصد الاتحاد المغاربي.. حدث ولا تسل عن غيابنا الكلي حتى في أبسط مظاهر التضامن المعنوي مع أهلنا في فلسطين وسوريا ومصر واليمن وهم يناضلون ضد الاحتلال والاستبداد، والأدهى والأمر الضعف الكبير والتخبط في مقاربة المسالة الليبية".
وزاد المرزوقي: وضعنا اليوم نتيجة قصر الوقت والتخريب المقصود للنظام القديم لكنه ايضا نتيجة سياسات خاطئة اعتمدت منذ أربع سنوات لا أنفي مسؤوليتي فيها.. لكننا تعلمنا من كل هذه الأخطاء وهي التي نبني عليها اليوم نهجنا الجديد في العمل السياسي. سنسمع والشعب من يتكلم ... لن نعده إلا بما نحن قادرون عليه".
ومن المحاور التي قال المروزقي إن الحزب الجديد سيعتمد عليها، هناك: مكافحة الفقر والبطالة، والشروع بشكل حاسم في اصلاح الاراضي والملكيات العقارية، وإصلاح قطاع الطاقة بشكل جذري عبر بوضع قانون يمنع تضارب المصالح ومستوى عال من الشفافيّة، وتقوية قطاع الفلاحة وتثمين قدراتنا بما في ذلك يضمن الأمن الغذائي لتونس.