تونس (CNN)— يستمر جدل قطاع الصحة في تونس، وذلك لاستمرار وقوع حالات وفاة في المناطق الداخلية التي تعاني من نقص في أطباء الاختصاص، ورغم أن وزارة الصحة، نفت أن تكون آخر حالة توفيت تعود إلى هذا المشكل، إلّا أنها اعترفت سابقًا بقلّة أطباء الاختصاص في المناطق الداخلية، معلنة عن خطة لمواجهة المشكل.
وزارة الصحة التونسية، أصدرت أمس الأحد 27 ديسمبر/كانون الأول، بيانًا نفت من خلاله وفاة امرأة حامل بولاية تطاوين بسبب نقص طب الاختصاص، معتبرة أن الراحلة كانت تعاني من قصور كبدي حاد، ممّا استوجب نقلها إلى مستشفى صفاقس، حيث تم اتخاذ قرار إجراء عملية قيصرية، كلّلت بالنجاح وتم إسعاف المولود، إلّا أن الأم توفيت بعد 6 أيام بسبب مرضها.
غير أن هذا النفي، لم يخفِ معاناة تونس من قلة طب الاختصاص في المناطق الداخلية، إذ توفيت قبل أيام امرة أخرى في الولاية نفسها، بسبب غياب طبيب مختص في الولادة بالمستشفى الجهوي بتطاوين، ممّا أخرج احتجاجات ضد هذا الوضع الصحي، في وقت يحمّل فيه الشارع التونسي المسؤولية للوزارة وللأطباء معًا.
وحاولت وزارة الصحة التونسية إيجاد حلول عاجلة لهذا المشكل، بإلزامية استمرار الخدمات الصحية، وعدم خروج أي طبيب من عمله إلّا بعدما يصل الطبيب الذي سيأخذ مكانه، كما أعلنت عن برنامج سيبدأ قريبًا، رصدت من خلاله اعتمادات مالية كبيرة لسداد أجور الأطباء في المناطق الداخلية، وخلق تشجيعات لهم، لأجل سد الخصاص في التوليد وطب الأطفال والجراحة العامة وأمراض القلب والانعاش والتخدير والتصوير الطبي.
وكانت وزارة الصحة التونسية قد أصدرت قرار بإجبار أطباء الاختصاص على العمل في المناطق النائية لمدة ثلاث سنوات، ثم سنة واحدة بعد رفض المقترح الأول، غير أن القرار لم يمر بعدما واجه معارضة شديدة، وذلك في وقت تعاني فيه المستشفيات التونسية من قلة التجهيزات الطبية الضرورية، كما تعاني من تفضيل عدد من الأطباء العمل في الولايات الكبرى لضمان الاشتغال في المصحات الخاصة.